انقسمت روابط الأئمة في موريتانيا بشأن الموقف المناسب من الدعوات التي تم إطلاقها للتظاهر اليوم الجمعة ضمن تداعيات الحكم الصادر يوم أمس بحق المتهم محمد الشيخ ولد امخيطير.
وقد أصدرت رابطة علماء موريتانيا التي يترأسها العلامة حمدا ولد التاه بيانا صحفيا نشرته عبر موقعها على الانترنت وأكدت من خلاله عودة ولد امخيطير إلى السجن، حيث جاء في البيان:
"علمنا بعد الاتصال بالجهات الرسمية المختصة، أن القرار الصادر عن المحكمة الإقليمية في انواذيبو، المتعلق بالمتهم بالنيل من الجناب النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، أصبح مستأنفا من الجهات المختصة، وآثاره أصبحت لاغية، وأن المتهم يبقى كما كان قبل ذلك الحكم، كما أذكر بأن التظاهر غير مرخص.
والله ولي التوفيق".
من جانبه أصدر منتدى العلماء والأئمة لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام بيانا مطولا حمل وجهة نظر أخرى ساندت دعوات التظاهر، حيث جاء في البيان ما نصه:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ورضي الله عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
قال الله عز وجل ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)
لقد كتب المسيء مقالا أساء فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن في عدله وأخلاقه فتصدى له العلماء و أصدروا فتاويهم بوجوب قتل هذا المسيء الزنديق وكتبوا في ذلك الفتاوي الواضحة المؤصلة ، وتحرك المحامون يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في هذا المجرم المسيء .
وخرجت الجماهير المسلمة بوازع إيمانها وحبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم تملأ الساحات وتنادي الإعدام للمسيء وتجمعت الحشود التي لم تشهد لها البلاد نظيرا فيما عرف بعرفات المطار وكان الهتاف الموحد الإعدام للمسيء .
لقد أجمع الشعب المسلم ونخبته المسلمة الغيورة على دينها على أنه لا بد من قتل هذا المسيء الذي تجرأ على الله ورسوله وتحدى الشعب المسلم وتحدى الأمة المسلمة
وبعد طول انتظار وترقب
أصدرت محكمة المسيء في انواذيبو حكمها اليوم بحبس المسيء سنتين تعزيرا وغرامة ستين ألف أوقية !! حكم هازل عابث مستهتر بمشاعر الأمة يتعامل مع الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنها إساءة من لاعب كرة قدم إلى حكم في مباراة ( ألا ساء ما يحكمون )
أولا: إننا في منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم نستنكر ونستبشع ونستفظع هذا الحكم الصادر من محكمة المسيء ونستغرب أن يصدر هذا الحكم في بلد مسلم وفي الجمهورية الإسلامية الموريتانية وننبه إلى ما يلي :
إن هذا الحكم يفتح الباب واسعا أمام الملاحدة الزنادقة ليسوقوا للغرب إلحادهم وزندقتهم ليحظوا بما حظي به هذا المسيء من رعاية غربية واهتمام غربي
إن هذا الحكم يدفع الشباب الغيورين على دينهم وعرض نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى أن ينفذوا بأنفسهم ما يرون أنه الحكم الشرعي بعدما رأوا استهتار المحاكم بالمقدسات واستخفافها بحرمات الله وهذا ما حصل في بلاد كثيرة.
إننا لا نشك أن هذا الحكم حكم مسيس صدر إرضاء للسفارات الغربية ومنظماتها الإلحادية وهو خارج على الشرع مستهين بحرمات الدين .( والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين)وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في حكم سعد بن معاذ " لقد حكمت فيهم بحكم الله "فإننا نقول لقد حكمت محكمة المسيء بحكم الدوائر الغربية
ثانيا
إننا ندعو جميع فئات المجتمع إلى التعبير الصريح عن رفضها واستنكارها لهذا الحكم العابث الظالم الجائر المستهتر بالمقدسات والحرمات و القيام بما فرض الله عليها من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه والقيام بواجب محبته,
إننا ندعو العلماء إلى استعادة هيبتهم ومكانتهم والتعبير الصريح عن رفضهم لهذا الحكم المخالف للشرع المستخف بحرمات الله .
ندعو المحامين والقانونيين والقضاة إلى التصدي لحكم محكمة المسيء وبيان ما فيه من خروج على قوانين العدل.
ندعو السياسيين إلى مشاركة المجتمع المسلم صدمته من هذا الحكم والتعبير عن ذلك ببياناتهم .
ندعو الإعلاميين والمدونين والشعراء إلى التعبير عن غضبهم واستنكارهم لهذا الحكم الذي يستهين بمشاعر المسلمين بكل الوسائل المتاحة .
ندعو وجهاء المجتمع والشخصيات الاعتبارية إلى إعلان رفضهم لهذا الحكم الظالم .
ندعوا الشعب كله إلى التظاهر نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ورفضا للخضوع لأهواء أعداء النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ».رواه مسل