توترت الأجواء في قطاع غزة على نحو غير متوقع، عقب استشهاد ثمانية من نشطاء الجناحين المسلحين لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس، عقب تدمير إسرائيل «نفقا للمقاومة» على الحدود الشرقية لجنوب القطاع.
وأعلنت سرايا القدس «النفير العام»، فيما تداعت فصائل المقاومة لاجتماع عاجل، في الوقت الذي نشرت فيه إسرائيل مزيدا من بطاريات «القبة الحديدية» على الحدود، وأعلنت استعدادها للتعامل مع أي تطورات، في مشهد أعاد للأذهان الحالة التي كانت قائمة خلال الحرب الأخيرة قبل ثلاثة أعوام.
وفجع سكان قطاع غزة الذين يترقبون في هذا التوقيت تطبيقا كاملا لاتفاق المصالحة، بإعلان وزارة الصحة عن سقوط ثمانية شهداء من المقاومة وإصابة 12 آخرين، من الجناحين المسلحين للجهاد الإسلامي «سرايا القدس» وحماس «كتائب القسام»، بينهم مسؤول كبير من السرايا، بعد عملية القصف التي استهدفت نفقا لنشطاء الجهاد على الحدود الشرقية لجنوب القطاع.
وأعادت العملية للأذهان ما كان عليه الوضع قبل اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، والتي جاءت بعد أقل من شهر على تشكيل حكومة التوافق الوطن، بناء على «اتفاق الشاطئ» عام 2104 بين حركتي فتح وحماس، خاصة وأن هذه الأيام تشهد تطبيقا عمليا لاتفاق المصالحة الأخير، وهو ما دفع الكثيرين لاتهام إسرائيل بالعمل على «خلط الأوراق» من أجل تخريب هذه الجهود.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، في تصريح صحافي مقتضب، إن طواقم الإنقاذ انتشلت جثامين 8 شبان من النفق، الواقع شرق مدينة دير البلح (وسط القطاع)، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 12.
والقتلى، حسب القدرة، هم: أحمد خليل أبو عرمانة (25 عاما)، وعمر نصار الفليت (27 عاما)، ومصباح شبير (30 عاما)، وعرفات أبو مرشد، وحسن أبو حسنين، ومحمد مروان الآغا (22 عاما)، وحسام جهاد عبد الله السميري (32 عاما)، وهاني أبو ريدة.
من جانبها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن 4 من قتلى القصف الإسرائيلي ينتمون لصفوفها وبينهم قائد لأحد ألويتها ونائبه.
وقالت السرايا: «ننعى الشهداء عرفات أبو مرشد قائد لواء الوسطى (وسط قطاع غزة) في سرايا القدس، وحسن حسنين نائب قائد لواء الوسطى، وعمر نصار الفليت وأحمد خليل أبو عرمانة من مجاهدي السرايا». وشددت على أن دماء قتلاها «لن تذهب هدرا وأن جميع الخيارات ستكون مفتوحة أمامها» للرد على استهداف إسرائيل لعناصرها.
وترددت أنباء عن دخول الراعي المصري على الخط، بإجراء اتصالات تهدف إلى منع تدهور الأوضاع الأمنية.
وفي إسرائيل التي أعلن جيشها مسؤوليته عن استهداف نفق تابع للمقاومة شرق موقع كيسوفيم العسكري، وتحسبا لأي تطور على الأرض، رفعت حالة التأهب على حدود غزة للدرجة القصوى، ونشرت مزيدا من بطاريات «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة في مناطق حدودية قريبة، فيما حلقت طائرات استطلاع بكثافة فوق أجواء غزة.
وكانت قيادة جيش الاحتلال أعلنت أن قوات من المنطقة الجنوبية المشرفة على «جبهة غزة» قامت بـ «تفجير تحت السيطرة» لأحد الأنفاق وهو في مراحل الإنشاء، وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية بالقول «من يريد أن يضربنا سنضربه.
من جهته قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال، يوآف مردخاي، إن هذا النفق يعتبر «خرقا فادحا للسيادة الاسرائيلية». وأضاف أن بلاده لا تسعى للتصعيد، غير أنه أكد أنهم «جاهزون لمختلف السيناريوهات».
يشار إلى أن نشطاء المقاومة الفلسطينية برعوا في الحرب الأخيرة على غزة في استخدام «الأنفاق» في تنفيذ هجمات خلف خطوط القوات الإسرائيلية التي كانت تنفذ توغلا بريا على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.
وأقرت إسرائيل بخطورة هذه الأنفاق التي تأخذ شكل الممرات الأرضية، وبهدف التغلب عليها شرعت بإقامة «سور أسمنتي» يجري تنفيذه حاليا، على طول الحدود الفاصلة، مزود بأجهزة حديثة لصد الأنفاق العابرة للحدود.