ـ فى العاصمة وفى مناطق الميناء والسبخة وسوكوجيم بغداد وتفرغ زينه وتوجنين مدارس بكاملها غادرت "الخريطة المدرسية" ولم تنتظر أن تباع بتلك الحجة التى تعود ملكيتها الفكرية للمختار ولد جاي ذو الوزارتين حيث برر بها شراء الرئيس ومقربين منه لمدارس فى العاصمة تحولت الآن الى متاجر أوأسواق قيد الإنشاء مدارس هذه المناطق غمرتها المياه والتربة الملحية وبعضها طمره زحف الرمال
ـ يحول المعلمون والأساتذة الجدد وهم منهكون ماديا ومعنويا ولا أفق لديهم للبقاء فى الأماكن التى حولوا إليها وغالبا يعودون إلى العاصمة زرافات ووحدانا هربا من الجوع وسوء الأحوال فى الداخل ونذكر هنا أنه لامعنى لثلاث سنوات تكوين لمعلم مدرسة ابتدائية خاصة وأن السنة الثالثة يتحول فيها إلى مسخرة وعامل سخرة تستغله الوزارة لتغطية النقص الحاصل لديها فى المعلمين لا أقل ولا أكثر فهي لاتمنحه علاوة يحسن السكوت عليها مع أنه مكلف بالتدريس كأي من زملائه الذين سبقوه للمهنة
ـ ليس المعلمون المتدربون وحدهم من يعمل بالسخرة فالعقدويون من معلمين واساتذة اوضاعهم بالغة السوء مع انه من بينهم من يحمل شهادات عليا فى تخصصات نادرة والدولة بحاجة اليها يتعذب العقدويون ماديا ومعنويا ولايجدون حجرا يسندون عليه ظهورهم فى جدار تعليم يريد أن ينقض
ـ تزداد الفجوة فى التعليم فأبناء الحكومة والجنرالات ورجال الأعمال يفضلون المدارس أجنبية الوجه واليد واللسان وأبناء الأغنياء يفضلون المدارس الخاصة أما السواد الأعظم من أبناء الفقراء فيتكدسون فى مدارس حكومية قبيحة الشكل والمضمون
ـ لم يعد بامكانك التفريق بين المدارس الخاصة ومحلات بيع الرصيد فى كل ركن منزل عليه لافتة مدرسة حرة دعك من شكلها ومضمونها واصحابها المهم انها تريد ان تنافس على جيب المواطن المثقل بهموم الغذاء والدواء والنقل والسكن والكهرباء
ـ التعليم عندنا سيزيفي يدخل اكثر من 300000 تلميذ وطالب الى المدارس من الابتدائية الى اخر سقف فى التعليم العالى فى نهاية السنة يتجاوز 2000 تلميذ وطالب ويجلس 298000 تلميذ وطالب فى انتظار السنة القادمة وهكذا طبعا نسبة النجاح لم تتجاوز 9 بالمائة السنة الماضية ونصيب الاسد منها للتعليم الخاص ونصيب الفأر للتعليم الحكومي
ـ قطاع التعليم مبني على خدعة كبيرة تصوروا ان الطلاب الذين لم يحصلوا على معدل 10 على الأقل فى الباكلوريوهات العلمية والرياضية تتكفل الوزارة لاحقا ب"نفخ" معدلاتهم لتصل الى 18 و19 ليسجلوا فى جامعات اجنبية سرعان ما يفشلون فى تجاوز امتحاناتها التمهيدية واذا تجاوز احدهم بمعجزة يقضى 5 سنوات فى السنة الاولى من تخصصه هذا اذالم تطرده الجامعة المضيفىة فى السينغال وتونس والمغرب يعرفون هذه اللعبة جيدا لكنهم يقولون نحن نتعامل مع ختم رسمي لوزارة تعليم فى دولة ليس إلا لكننا فى النهاية نعرف ان وزارة التعليم الموريتانية تغرر بطلابها وحكومتها وشعبها وتعليمها تماما كما تغرر بنا عبر هذا "النفخ" الغريب والقبيح