قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن محفظين للقرآن في السنغال يجبرون عشرات الآلاف من الأطفال على التسول في الشوارع ملقيةً بالمسؤولية على الحكومة في عدم تطبيق قانون يحظر التسول القسري.
ومررت السنغال عام 2005 قانونا يهدف إلى منع الاتجار بالأطفال واستغلالهم في بعض دور تحفيظ القرآن. وحوكم 12 محفظا فقط منذ ذلك الحين.
وأظهر إحصاء أجرته الحكومة عام 2014 لدور تحفيظ القرآن أن أكثر من 30 ألف طفل يجبرون على التسول في العاصمة دكار وحدها. ويلزم بعض المحفظين أطفالا بجلب ألفي فرنك (ثلاثة دولارات) يوميا، في بلد لا يتجاوز الحد الأدنى للأجر اليومي فيه أربعة دولارات، وإلا عاقبوهم؟.
ويهدف بعض المعلمين في السنغال من وراء التسول لتعليم الأطفال التواضع سواء كانوا من أسر فقيرة أو ميسورة الحال. غير أن ناشطين في مجال حقوق الإنسان يقولون إن هذا بات وسيلة للمعلمين للتربح من خلال استغلال الصغار. وقالت هيومن رايتس ووتش إن عمليات الاستغلال أصبحت واسعة الانتشار.
وذكر تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و15 عاما في مقابلات مع المنظمة في يناير كانون الثاني الماضي إن معلمهم ومساعديه يضربونهم بالسياط والعصي والحبال. وقالت كورين دوفكا مديرة منطقة غرب أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "معاناة الطلاب بمثابة نقطة عمياء في المجتمع السنغالي. السنغال بها قوانين قوية للغاية لكنها للأسف لا تطبق."
ووعد الرئيس ماكي بإغلاق دور تحفيظ القرآن غير الآمنة بعد موت تسعة أطفال في حريق شبّ في إحداها في مارس آذار عام 2013 في داكار. لكن هيومن رايتس ووتش قالت إن عددا قليلا فقط من هذه الدور تم إغلاقه فعلا.