تغادر قافلة حافلات منطقة الحدود السورية اللبنانية وهي تقل آلاف اللاجئين السوريين ومئات من مقاتلي جبهة فتح الشام "النصرة سابقا" من الحدود اللبنانية إلى المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في سوريا في عملية تبادل بسجناء تابعين لحزب الله.
وتأخرت مغادرة الحافلات من الاثنين إلى الثلاثاء انتظارا لوصول بقية الحافلات التي يقدر عددها بـ98 حافلة من الجانب السوري، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام حزب الله.
وسينقل في هذه العملية، بناء على اتفاق لوقف إطلاق النار بين المسلحين السوريين وحزب الله نحو 9 آلاف شخص بينهم مئات المقاتلين واسرهم.
وتضمن الاتفاق بين الجانبين أيضا مغادرة مسلحي جبهة النصرة من منطقة الحدود اللبنانية حول بلدة عرسال، مع أي مدنيين آخرين موجودين حاليا في مخيمات اللاجئين القريبة ويرغبون في المغادرة.
ويماثل الاتفاق اتفاقات أخرى تمت داخل سوريا، نقلت بناء عليها دمشق مسلحين ومدنيين إلى محافظة إدلب، ومناطق أخرى.
وقد ساعدت عمليات الإجلاء تلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة عدة مناطق من معاقل المعارضة خلال العام الماضي.
وأدى حزب الله دورا كبيرا في قتال المسلحين إلى جانب القوات السورية خلال سنوات الحرب الست الماضية، بعد أن أرسل آلافا من مقاتليه لدعم الحكومة السورية.
وتمكن حزب الله الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على منطقة جرود عرسال الجبلية في هجوم مشترك مع الجيش السوري لطرد مسلحي جبهة النصرة من آخر معقل لهم في المنطقة.
ما هي بنود الاتفاق بين حزب الله وهيئة تحرير الشام لإنهاء معركة عرسال؟
وكانت الجبهة تعد فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت علاقاتها مع التنظيم واختارت لنفسها مسارا آخر. وهي تقود الآن تحالف أحرار الشام الإسلامي في الحرب الدائرة في سوريا.
ولم يشارك الجيش اللبناني، الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة وبريطانيا، مشاركة فعالة في الهجوم، ولكنه أقام مواقع دفاعية حول عرسال.
ويتوقع أن تستهدف المرحلة التالية منطقة أخرى قريبة لا تزال تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان حزب الله قد أعلن في 27 يوليو/تموز وقف إطلاق النار على جميع جبهات في جرود عرسال، وعبر الحزب المدعوم من إيران، عن استعداده لتسليم المناطق التي يسيطر عليها إلى الجيش اللبناني متى طلب منه ذلك.
وحقق حزب الله تقدما سريعا منذ شنه حملة عسكرية تركزتفي ضواحي بلدة عرسال اللبنانية على عناصر جبهة النصرة سابقا.
وكشف نصر الله في خطابه له عن "مفاوضات جادة" بين المسؤولين اللبنانيين وجبهة النصرة بشأن انسحاب بقية عناصر التنظيم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا.