لم يصل بعد ولله الحمد غضب القدر على هذا المنكب البرزخي أن يذهب بأحد أحكم حكماءه السياسيين فالبركة مع الأكابر كما يقال وكل أمة حتى تلك التي تسيطر الشيخوخة على هرمها الديمغرافي لا ترغب في فقد أكبارها، ووفاة الوالد مسعود عن الوطن وهو في هذه الظروف علامة غضب ومدعاة للتوبة رغم أن الموت تطال الجميع ودون سابق إنذار.
تفاجئ الشعب الموريتاني بشائعة كاذبة بوفاة الوالد والأخ مسعود ولد بلخير الموجود خارج الوطن في رحلة علاج جراء وعكة صحية ألمت به أرجو أن تمر بردا وسلاما ويمتعنا الله به بعدها ويعود معافى سالما إلى أرض الوطن.
الشائعة في مجتمعنا تنتشر انتشار النار في الهشيم وهذا شيئ عادي فتتجاوز بذلك حيزها الزماني والمكاني لكن شائعة وفات الأب مسعود تجاوزت الزمكان وكان لها وقع قوي في النفوس ولعل صاحبها الذي أطلقها عن قصد أو غير قصد لا يقدر الظرف الذي أطلقها فيه وعن من أطلقها.
وهي فرصة للتذكير مكانة مسعود الوطنية والنضالية لمسعود، فمطلق هذه الشائعة والمروجون لها على الأرجح حديث عهد بالشأن العام وليست لديه صورة حقيقة على الأب المناضل مسعود، وقد يدفعه ذلك إلى مقارنته بمناضلي اكلافي حديثي الولادة أو مناضلي الفنادق وهو زيادة على كونه ظلم بحق الرجل جهل كبير يشبه حد الغباء، فمسعود ولد بلخير ناضل ودافع عن قضية شريحة لحراطين في أعتا الفترات وأفي ظل اكثر الأنظمة قمعية ويوم كان المناضل لايجد وسيلة يعبر فيها عن رأييه ويرفع قضيته إلى العالم ولم تتح في تلك الفترة من الا المنابر الخارجية كإذاعة فرنسا الدولية والبي بي سي، وهي فترة كان الصمود فيها على المبادئ والدفاع عن القضية يصعب الثبات عليه ورغم ذلك لم يتزحزح مسعود عن موقفه رغم الترغيب والترهيب وهو ما يجله كثيرون للأسف
وكما تعرض للتنكيل والمضايقة والشيطنة بقيا ثابتا على مبادءه مومنا بقضيته وفيا لها محافظا على التماسك المجتمعي.
يتذكر الشعب الموريتاني وهو يسمع شائعة وفاة الرئيس مسعود ــ أطال عمره ـــ وهو يتذكر خطاباته الزعامية الجامعة المتزنة التي توحد ولا تفرق، وتذكر بالقضية دون أن تمس من شريحة اوتلقي باللائمة على أخرى.
مسعود هو السياسي الذي بكى وطنه يوم هددت وحدتهن هو الذي شق طريق النضال السلمي المتزن والهادف وعلى خطاه سارت قافلة لحراطين تطلب فجر حريته وإن اختلفت الأساليب فالله حافظه وناصره والشعب الموريتاني كله يقاضي من يشيع خبرا كاذبا عن وفاته رغم انه لا احد سينجو من الموت وليس له موعد معها،
"وثيرة هي الأقدام التي وطأت الثرى ولكن قليلة تلك التي تركت بصمات خالدة".