أثار رفض اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين انتساب أعضاء جدد إليه قبيل انتخابات رئيس الاتحاد التي تعرف منافسة قوية وغير مسبوقة، جدلا واسعا في أوساط المثقفين، فبينما اعتبر المكتب التنفيذي للاتحاد أن محاولة إغراق الاتحاد بمنتسبين وهميين على غرار لوائح بعض الأحزاب السياسية، يدخل في إطار اللعبة الانتخابية، اعتبر فصيل آخر أن رفض انتساب أعضاء جدد محاولة لفرض مرشح معروف في الساحة الأدبية.
ودافع الكاتب المختار السالم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد عن قرار اللجنة رفض انتساب أعضاء جدد، وقال إن الكتل المتنافسة انتخابيا قامت بإغراق الاتحاد بطلبات تنسيب، وإن المكتب اتخذ قرارا تاريخيا بعدم إغراق الاتحاد وعدم الدخول في اللعبة الانتخابية التي لا تخدم تحويل الاتحاد إلى مؤسسة ثقافية فاعلة، على غرار ما تطمح إليه النخبة الإبداعية في البلاد.
وأوضح أنه لم يتقدم شخصيا بطلبات الانتساب إلا قلة قليلة من الأشخاص، وإن أكثر من 90% من ملفات الترشح تم تقديمها بالنيابة من طرف الكتل الانتخابية، ولأغراض انتخابية واضحة.
وكشف أن لجنة الانتساب لم تعثر على ملف ترشح واحد أكمل الشروط القانونية المنصوص عليها، وأضاف أن "أغلب النصوص المقدمة كانت نصوصا فاقدة لأبسط شروط الأهلية الأدبية، وظهر أن بعضها نصوص مسحوبة من الإنترنت، وحتى من مؤلفات أدباء رحلوا عن عالمنا. وبالطبع كانت هناك ملفات لأدباء معروفين في الساحة لكنها كانت ناقصة الشروط، فيما كانت الغالبية العظمي من ملفات الترشح الناقصة الشروط القانونية ملفات لأشخاص غير معروفين في الساحة ولم يسبق لهم أي إنتاج أدبي معروف، أو ظهور في أنشطة الاتحاد، الذي كان مهرجانه السنوي الذي يستقطب أكبر كم من الأدباء لا يتجاوز عدد المشاركين فيه قرابة 150 مشاركا".
واعتبر أن التقدم، بـ 400 ملف طلب انتساب ودفعة واحدة، لم يتحرك أصحابها منذ عشرات السنين للانتساب إلى الاتحاد أو حتى المشاركة في أنشطته، لأمر يدعو للريبة والشك، "فما هذه الغيرة على الالتحاق بالاتحاد في ظرفية انتخابية".
في المقابل أعلن عدد من المثقفين والصحافيين احتجاجهم على منع مئات الأدباء من الانتساب للاتحاد، واستنكروا قرار المكتب التنفيذي اعتماد لائحة منتسبي عام 2012، وأكدوا عزمهم التحرك ضد هذا القرار الظالم.
إلى ذلك أعلن الأديب الكبير محمد ولد احظانا ترشحه رسميا لرئاسة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، مؤكدا عزمه النهوض بالأدب الموريتاني بكل لغاته إلى مصاف العالمية.
ووعد ولد أحظانا بتحقيق العديد من المكاسب في حال فوزه للأدباء والكتاب والموريتانيين، وأكد عزمه إنشاء مقر خاص بالاتحاد، وتوفير تأمين صحي للأدباء، ومساعدات للمحتاجين منهم.
وتجري في 25 من الشهر الجاري أقوى انتخابات لرئاسة اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، حيث يتنافس فيها الشاعر ناجي محمد الإمام، والأديب محمدو ولد احظانا والكاتب محمد الأمين ولد النني.