هل عرفتم من يكون الوقود؟

سبت, 07/08/2017 - 19:37

 

محمد عاليون صمبيت

 

الحقيقة التي لا مراء فيها أن بعض الأحزاب المعارضة خسرت مادتها الدسمة التي راهنت عليها حين من الدهر وأصبحت تبحث في تيه عن وقود جديد تستمد منه طاقتها لتسترد هيبتها،والواقع أنها فعلا حصلت على ذلك الوقود بثمن بخس -على ما يبدو في العلن- وأحيت آمالها بالوضعية الخصبة بالتجاذبات وميعت الخطاب لصالحها ، غير أن ما يغيب عن الأذهان أن ذلك الوقود ليس إلا وسيلة وستنتهي صلاحيته حان انتهت المهمة- سواء فشلت أم نجحت - والفشل والنجاح  يحسبان سواء للوقود ، لن يحسب له إلا ما كان يحظى به السلاخ من نصيب.

ذات يوم شهد الوقود على نفسه بخيانة تعرض لها ، عندها صاح البعض وقال:" لن نكرر تزاوجا غير شرعي " وقال آخرون:" لن نتضامن مع من قسمنا في الظهر" . أما أنا فعرفت أنه لا أحد ممن تكلموا له مثقال ذرة أحرى اتخاذ قرار به مصير ربما  .. إنهم يشبهون الوقود كثيرا.

مرت الأيام ولم يأتي من الأحداث ما ينسي  صدمة الطعنة. وهاهو الوقود يدفع نفسه بنفسه كبش فداء ويقبل الاشتعال بلا مقابل. ولو أنه اشتعل لأجل الشعب أو لنفسه ما كان عليه من حرج ، بيد أنه اشتعل لحماقة البعض فقط أو تسرع وسطحية في اتخاذ القرار.

بعض الأحزاب ازدواجية في معاييرها ..خططها ومناوراتها ، تظهر ما لا تبطن . إنها ميكيافيلية ولا تهتم إلا لسبيل تحقق منه غاياتها وبعضها خسر كل شيء ولم يعد يهتم إلا لتحطيم ما بنا البعض الآخر(حركات أو أحزاب) أما البعض الآخر فيعلم فوق القين أن لا وجود له لذلك يسعى ما أمكن لاستغلال منابر آخرون وخطف الأضواء بدلهم .

آن الأوان لتمارس الأحزاب الميتة والأحزاب الماكرة سواء السياسة على قدرها وإمكاناتها ، وآن لجماهير الحركات الساذجة و أمهات الأحزاب أن يرسموا أهدافهم بأنفسهم .فهم إما أن يكونوا شركاء فاعلون يتقاسمون العسر واليسر، وإما أن يدعوا الجماهير والمتعاطفون مع الحقيقة وشأنهم.

 

هل عرفتم من يكون الوقود  ؟

مما سبق ذكره  "تواصل" يواصل لعبته غير النزيهة والتكتل يتكتل على غير نية حلفاءه .. وبعض الموتى الأحياء يتحينون فرص الظهور بين الحشود ليصوروا أنفسهم أبطالا لهم قاعدة. حركة إيرا وحدها من لدغت في الجحر مرتين.