قيادي سابق في حزب حاكم يدعو التونسيين لـ”التصالح” مع الإسلاميين

خميس, 03/14/2024 - 09:45

دعا الوزير السابق والقيادي السابق في حزب نداء تونس، لزهر العكرمي، إلى “التصالح” مع الإسلاميين، مؤكدا أن البلاد تتسع للجميع ولا يحق لأي طرف إقصاء الأطراف الأخرى.

ودوّن العكرمي على صفحته في موقع فيسبوك قائلا: “اليوم ذهبت إلى سجن المرناقية لزيارة الشيخ راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة) الذي أقام معي فيه مدة أربعة أشهر، جاؤوا به مبتسما عانقني وشكرني، تحدثنا عن ظروف الإفطار، والأكل البارد. قال لي إنه صائم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول نصرة للمقاومة في غزة، وأبلغني أنه رفض الذهاب إلى الطبيب مقيد اليدين. تفحصني بتمعن وقال لي: أنا أتيت إلى هنا بقرار سياسي وسوف أخرج بقرار سياسي، عمري ثلاثة وثمانون عاما ولن يزيدني الأطباء في العمر”.

وأضاف: “بعد ذلك ذهبت لأجلس مع علي العريض (نائب الغنوشي) زهاء ساعتين فوجدته هادئا، مطمئنا، محتسبا. هذا الذي قضى ستة عشر عاما في سجون بن علي، وعندما تسلم منا وزارة الداخلية عام 2012، كانت قناعتي أنه سينتقم وينكل بمن عذبوه ونكلوا به، إلا أنه لم يمس أحدا ولا فكر في الانتقام كما قال لي اليوم”.
وختم بقوله: “خلاصة القول إن الإسلاميين أبناء هذه البلاد، وفي أوج قوتهم لم يلغوا المربع الديمقراطي، اختلفنا وتصارعنا حد العداوة (معهم)، وليس من حقنا ولا من حق غيرنا أن يمنحهم حقا أو ينزعه منهم، والبلاد تتسع للجميع في نظام ديمقراطي يحكمه القانون. الحرية كطائر الفينيق تحترق وتطير من رمادها فتبقى تحوم في الفضاء منتظرة الفرصة المناسبة لتعود إلى أرضها. تونس أرض الحرية، قاصمة الجبارين، الحرية لمعتقلي الرأي والفكر والسياسيين”.

ورحب مئات السياسيين والنشطاء بتدوينة العكرمي، حيث كتب رياض الشعيبي، المستشار السياسي للغنوشي: “تحية للأستاذ لزهر العكرمي الذي بقي وفيا لصدقه ولإخلاصه لما آمن به من ديمقراطية”.
وكتب الناطق باسم حركة النهضة، عماد الخميري: “ستنتصر قيم الحق والعدل والتسامح على كل أدران الظلم والباطل وعلى نزعات الحقد والاستئصال والكراهية. الغنوشي وإخوانه ورفاقه منتصرون في هذه المعركة -لا محالة- طال الزمان أو قصر”.

وخاطب المحامي فوزي جاب الله، العكرمي، بالقول: “بارك الله قلبك وحصنك من كل حقد بغيض. عندما كنت أنت موقوفا في قضية التآمر المفبركة وكنت أزورك مع بقية الموقوفين، كنت أنتبه للطريقة التي تروي فيها تواصلك وحواراتك مع الشيخ راشد بحكم تجاور زنزانتيكما. وكنت عندما أزوره في نفس اليوم، أجد عنده نفس المودة لك ونفس الحديث الطيب عن حواركما وإن كان عن بعد لأن الجدار يفصل بينكما”.

وأضاف بالقول: “أضفت هاتين الفقرتين لأبيّن للكثير من المشككين (والشك طبيعي في مناخنا الموبوء) أن الحياة تعلم الناس وتنبههم وتفتح لهم آفاق الحقيقة في ظروف لا يتوقعونها -وإن بعد فوات الأوان أحيانا- وأن الشجاع هو من يتطور معها، وخاصة من لا يخجل من قول ذلك”.

وعلق الباحث والناشط السياسي سامي براهم بالقول: “لو كانت هذه المشاعر الإنسانية حاضرة بين فرقاء السياسة طيلة عشرية الانتقال الديمقراطي، لوقع تجاوز الصعاب والخلافات ولما وقع تخريب المسار الديمقراطي وإجهاضه”.

وكان ماهر المذيوب، المستشار الإعلامي للغنوشي، دعا قبل أيام، الرئيس قيس سعيد لاستغلال حلول شهر رمضان المبارك في فتح صفحة جديدة مع المعارضة، من خلال الإفراج عن الغنوشي وبقية المعتقلين، والقبول بحوار سياسي لتجاوز الأزمة المتواصلة في البلاد.