الفتوى والإفتاء في السينما المصرية

ثلاثاء, 03/05/2024 - 10:59

والمفتين من السينما والفن بوجه عام، وهذا هو ما يركّز عليه الكتّاب والباحثون، إلا أن مساحة أخرى لم تنل الاهتمام البحثي والكتابي، وهي مساحة: الفتوى في الأفلام السينمائية، والسياقات التي ترد فيها الفتوى، ومدى صحتها من الناحية الفقهية، وهل آتى توظيفها دراميًا أكلَه، أم لا؟ ولماذا كانت الفتوى توجد في كثير من الأفلام من قبل، بينما اختفت تمامًا منذ مدة؟

لا أعلم كتابًا أو كاتبًا تناول الموضوع بشكل استقصائي بحثي، إلا ما ورد مؤخرًا في فصل من كتاب أصدرته دار الإفتاء المصرية، ضمن موسوعة: المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية، في الجزء السادس عشر منها، والذي تناول موضوع: الإفتاء والعلوم الاجتماعية، في الفصل السابع منه، بعنوان: الفتوى والفن.
وكثيرًا ما تم تناول موقف الفتوى والمفتين من السينما والفن بوجه عام، وهذا هو ما يركّز عليه الكتّاب والباحثون، إلا أن مساحة أخرى لم تنل الاهتمام البحثي والكتابي، وهي مساحة: الفتوى في الأفلام السينمائية، والسياقات التي ترد فيها الفتوى، ومدى صحتها من الناحية الفقهية، وهل آتى توظيفها دراميًا أكلَه، أم لا؟ ولماذا كانت الفتوى توجد في كثير من الأفلام من قبل، بينما اختفت تمامًا منذ مدة؟

لا أعلم كتابًا أو كاتبًا تناول الموضوع بشكل استقصائي بحثي، إلا ما ورد مؤخرًا في فصل من كتاب أصدرته دار الإفتاء المصرية، ضمن موسوعة: المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية، في الجزء السادس عشر منها، والذي تناول موضوع: الإفتاء والعلوم الاجتماعية، في الفصل السابع منه، بعنوان: الفتوى والفن.

وقد تناول بعض الأفلام التي تعرضت للفتوى، دون حصر، أو استقراء كامل لها، وهو جهد مهم ويتناسب مع المساحة المطلوبة للبحث، وكان تركيزه أكثر على أثر الفتوى وعلاقتها بالفنون بوجه عام، لكنه جهد يعد بداية يبنى عليها، لكنه غير كافٍ في الموضوع.

المتأمل للسينما المصرية وأفلامها، من حيث علاقتها بالفتوى والإفتاء، سيجد أن هناك بعضَ أفلام مصرية جعلت إحدى الفتاوى هي العمود الفقري للخط الدرامي فيها، لكن بدون تركيز على أن الأمر متعلق بالفتوى، وأنَّ هناك أفلامًا أخرى كانت الفتوى فيها هي خيط درامي في النهاية، لينتهي به الفيلم، أو الحبكة الدرامية بناء على فتوى، سواء صح النقل فيها أم لم يصح، وسواء كانت هذه الفتوى راجحة أم مرجوحة، قوية أم ضعيفة.

هذا إذا استثنينا الشكل الكوميدي الذي تبدو فيه الفتوى في بعض الأفلام، كفيلم (حسن ومرقص) مثلًا، إذ اضطر كاهن مسيحي للتخفي في شكل شيخ مسلم لأسباب أمنية، وذهب لمنطقة مختلفة عن منطقة سكنه السابقة، ولما علموا بوجوده كشيخ، طلبوه للمسجد، في وجود شيخ آخر، وألحوا عليه في الأسئلة والفتوى، فكان كلما سُئل في فتوى، قال: " هو الدين بيقول إيه؟" فيجيب الشيخ المسلم الحقيقي الذي بجواره، وهكذا حتى صارت جملة لازمة عند النقاش والحوار في أمر تبدو فيه الفكاهة الدينية.لم يتم التركيز على هذه الفتوى التي اعتمدت عليها السيدة في الفيلم، بينما انتبه الناس لفتوى لم تخرج من أهلها، فشيخ البلد قديمًا كان منصبه منصبًا إداريًا وليس دينيًا، بينما من أفتاها في مسجد الإمام الحسين كان فقيهًا، ودلّها على حكم الدين الصحيح، ففي هذا الفيلم تم البناء الدرامي على هذه الفتوى.

أفلام ختمت بفتوى
ومن الأفلام التي بنيت خاتمتها الدرامية على فتوى، سواء كانت قولًا راجحًا أم مرجوحًا، عدة أفلام نراها بُنيت على قول مشهور، وهو يمثل رأيًا فقهيًا من المذاهب الأربعة، وليس الجمهور، أو الراجح بقوة الدليل، ومن ذلك: فتوى تحريم المرأة التي زنى بها الأب على الابن، أو من زنى بالأم فتحرم عليه بنتها، وهو قول عند المذهب الحنفي.