الداعية المغربي عبد الله نهاري يحث حكومة أخنوش على الاستجابة للمطلب الشعبي بإسقاط التطبيع مع إسرائيل-

سبت, 01/27/2024 - 09:50

وجه الداعية الإسلامي المغربي عبد الله نهاري الدعوة إلى حكومة عزيز أخنوش من أجل الاستجابة لمطلب إلغاء التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الشعب المغربي من أكثر شعوب العالم تضامنا مع الفلسطينيين.

وتساءل في فيديو جديد بثه على قناته الإلكترونية: لماذا لم يسقط التطبيع لحد الآن على المستوى الرسمي؟ وأضاف قائلا “إن التطبيع سقط شعبيا، فقد خرج الشعب المغربي في كل المدن، ولم نجد أبدا من يساعد العدو في هذا البلد إلا شرذمة قليلة، والآن يستحيون على أنفسهم ولا يستطيعون التصريح بذلك علنا، لأن الجماهير الهادرة في العاصمة الرباط والدار البيضاء ومراكش ووجدة وأغادير وطنجة وغيرها من المدن أظهرت أن الصوت الوحيد للشعب المغربي هو رفض التطبيع جملة وتفصيلا”.

وذكّر بالعريضة التي أشرف عليها “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” والموقعة من طرف أكثر من 10 آلاف مغربي، مشيرا إلى أن أعضاء من الهيئة المذكورة كانوا يودون تسليمها إلى رئيس الحكومة، لكن مبادرتهم جوبهت بالعرقلة. وعلق على ذلك بالقول “لا ينبغي أن يتم هذا في دولة المؤسسات، فالعريضة ينظمها الدستور، وينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار”.

وتابع أن التطبيع سقط أيضا إعلاميا، فقد ساهمت مختلف وسائل الإعلام بما فيها منصات التواصل الاجتماعي في إظهار وجه العدو للعالم أجمع على حقيقته، وأصبح هناك في الشعوب الغربية من يتبرأون من الممارسات الإسرائيلية، ويطالبون دولهم بحثّ إسرائيل على وقف المذابح.
وأشار إلى أن التطبيع سقط أيضا قانونيا، بعدما رفعت جمهورية جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب حرب إبادة. وقال الداعية المغربي إن هذه الخطوة استنفرت كافة الشعوب وجعلتها تهتم بالموضوع، بما فيها تلك التي كانت غافلة عن القضية، فصارت تتابع الهمجية التي تشنها إسرائيل، كما تتابع أطوار محاكمتها أمام المحكمة الدولية.

كما سقط التطبيع أخلاقيا ـ يضيف عبد الله نهاري ـ فبعدما كان الإسرائيليون يروجون أكاذيب لا أساس لها من الصحة عن حركة المقاومة الإسلامية، خرجت الأسيرات في الهدنة الأولى يتحدثن بكلام إيجابي مفاجئ، ثم مُورس عليهن الضغط من أجل الكف عن إطلاق التصريحات.

ومن ثم، أكد أنه لا جدوى من استمرار التطبيع في المغرب، لكونه “نقطة سيئة في جبيننا”؛ مشيرا إلى أن “الشعب المغربي من أكبر الشعوب دعما لفلسطين، فقد كان حاضرا تاريخيا في قلب الأحداث في القدس الشريف، ولا يبغي بديلا عن نصرة إخوانه، ولا يمكنه أبدا أن يقف في الطرف الآخر المعادي للقضية. وبما أن هذه الحكومة تمثل هذا الشعب، فينبغي أن يكون هناك قرار تاريخي في هذا الاتجاه.”

وشدد المتحدث على أن العدو الصهيوني “انهزم انهزاما استراتيجيا، حتى قال العالم إن الوضع هناك بعد 7 أكتوبر لن يكون كما كان عليه الحال قبل هذا التاريخ”. وختم كلامه بالقول “لماذا الإصرار على استمرار التطبيع؟ نحن نضم صوتنا إلى إخواننا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وإلى الشعب المغربي الذي وقع على لوائح رفض التطبيع، وندعو الحكومة لأن تستجيب لهذا المطلب.”

وعبد الله نهاري من الدعاة المغاربة القلائل الذين يجرؤون على التحدث في مثل هذه المواضيع، إذ يتفادى معظمهم، وخاصة خطباء الجمعة، التطرق إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين.

ورددت مصادر محلية أن خطباء تعرضوا إلى المنع وعدم الصعود إلى منبر الخطابة مجددا، بعدما تحدثوا عن حرب الإبادة، لكن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية نفى أن تكون وزارته تمنع الخطباء من الدعاء لغزة، وقال في جواب على سؤال في البرلمان إن الخطيب يجب أن تكون لديه رقابة ذاتية على نفسه، مضيفا أنه من حقه الدعاء. وهذا واجب ديني ومن حقه أن يستنكر في حدود. لكن من غير المقبول الدعوة لحمل السلاح؛ مشيرا إلى أن الوزارة أوقفت خطيبا لأنه دعا لحمل السلاح.

والجدير بالذكر أن المغرب استأنف علاقاته السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل خلال التوقيع على “الإعلان المشترك” في الرباط يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ ذلك الوقت، تسارعت وتيرة التعاون بين تل أبيب والرباط في جميع المجالات الاقتصادية والسياحية والعسكرية والثقافية وغيرها.