حتى لا توقظ الفتنة / حمود ولد أحمد سالم ولد أحمد راره

اثنين, 03/02/2015 - 20:04

 

أحداث هذا الزمان متلاحقة لاحقها أعظم من سابقها وفيها ما لا يخطر ببال أحد. لم يكن أحد يصدق أن يتم حرق كتب تتعلق بالمذهب المالكى الذى تنتهجه هذه البلاد منذ أن تأسست وحطت رحالها على هذا المنكب البرزخى الذى ربما اختارته فرارا بدينها لأن فى الأرض ملاذا لمن لاحقته

الفتنة يمكن أن يضرب فيها.

كيف كانت ستكون ردة فعل آبه ولد أخطور والمختار ولد بونه الجكنى والمختار ولد حامدن وبداه وعدود وغيرهم كثير.أعتقد جازما أنهم لو كانوا أحياءا يرزقون لما صدقوا أبدا أن يذكر مالك وخليل إلا بخير لكن أن يهان المذهب ويحرق عنوة فهذا أمر مدهش حقا تصتك له المسامع وتقشعر له الأبدان  لأنه حتى اليهود والنصارى لم تبلغ بهم الزندقة والتعنت والجهل والحماقة وكره الدين والتنكر للخالق وازدراء علماء أئمة الدين مبلغا يجعلهم يحرقون كتبه.

اليهود حرًفَت والنصارى تركوا جزءا تحت طائلة الاعتدال وما يسمى اليوم باللاييك لكن هذه الدرجة من الاستهتار بالدين لم يبلغها إلا زنديق معلوم الزندقة أو جاحد مكابر وهى انكار بواح لمعلوم من الدين ضرورة وهذا أمر جد خطير لأن عقيدة صاحبه فى خطر وعليها أكثر من علامة استفهام.

الدين الاسلامى هو الناظم الحقيقي لحياة الشناقطة وهو عامل وحدة وتوحيد وليس من فئة اجتماعية فى البلاد إلا وتدين به وتحترم علماءه وفقهاءه.

يختلف الناس عندنا فى كل شيء فى السياسة وفى الرأى وفى التسيير لكن فى الدين وفى المذهب المالكي الأشعرى يلتقى الكل وينسجم ويتآلف ويتآخى لأنه ساعتها لا يعرفون إلا "إنما السلمون إخوة" و"لا فضل لعربي على عجمى إلا بالتقوى" فهذا وحده هو الذى نحتكم إليه فى تلك الأوقات. عندما نصل الى مرحلة الدين ننسى الفئة والحزب والجهة والعرق ولم نعد نبالى بغيره. نتذكر سماحته وحرصه على مصالحنا وسعادتنا الدنيوية والأخروية. نتذكر أنه  أنقذنا من الجاهلية وما يتعلق بها من أدران وأمور تبين الاضطهاد والغبن وعدم العدالة نتذكر كذلك أنه وجدنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها. هذه قضايا معلومة واضحة وجلية وضوح الشمس فى رابعة النهار وإن التطاول عليها أقل ما يقال عنه أنه زندقة وفعل شنيع وبشع وعلى صاحبه الاسراع بالتوبة النصوح.

هذا التوافق عكسته بشكل جلي الهبة التى قام بها الشعب بجميع فئاته ضد هذا العمل الشنيع حتى رفاق الجانى فى الدرب وندماؤه من وساوسة الإنس والأباليس مثيرى الفتنة.

لا يزال الناس بخير ما بقي فيهم مالك

خصال الإمام مالك المنتمى الى الجيل الثالث كثيرة فهو ينتمى للعصور المزكاة وقد جمع علم الصحابة والتابعين وهو من أكثرهم علماً، وورعا وتقوى ومن أحسنهم خلقا وأرجحهم عقلا وشهد له بذلك كل العلماء وكان من الزاهدين وهو لا يرجو إلا الله، والدار الآخرة، ولا تهمه أغراض الدنيا. وقد أجمع الأئمة الذين عاصروه والذين جاؤوا بعده، بل أجمع شيوخه على فضله. رحمك الله يا مالك ما أكثر مذهبك سماحة ونصرة للضعيف وبسطا للعدل والحب ونبذا للحقد والكراهية. وقد قال فيك أحد أمراء عصرك: لا يزال الناس بخير ما بقي هذا فيهم (وكان يشير الى الإمام مالك). فلماذا النقمة على مذهبك وأنت أنت فيك ما فيك من عدل وورع وسماحة وانصاف ونبذ لما ما يهين الانسان ولا يسمو به .

ربما يكون جهل الكثيرين بروح المذهب هى التى جعلتهم يتطاولون عليه حتى بلغت بهم الجرئة هذا الحد.

تشابهت الأقوال

إن القول بأن  العبودية ستظل قائمة ما لم يتم حذف ما يتعلق بها من ما هو وارد فى الدين الاسلامى أمر خطير جدا وهو مرفوض لأن فيه تحريف لكتاب الله وسنة نبيه عليه أزكى الصلاة والسلام.

اليهود حرفوا دين الله وذلك عندما تركوا منه ما يروق لهم وحذفوا ما لا يروق وفقا لأهوائهم ونزواتهم.

اليهود الملاعين يروجون لفكرة أن عداء المسلمين لهم سيظل قائما ما دام المسلمون يقرؤون فى القرآن  الآيات الواردة فى بغضهم وأن حملة الكراهية اتجاههم لن تتوقف ما لم تحذف تلك الآيات. وإن القول بمثل ذلك فيما يتعلق بالعبودية يعنى تشابها فى القول ويجعل ولاء صاحبه لأمته ودينه وفئته محل شك وريبة.

رجاؤنا أن يكون هذا العمل الطائش والذى لم يقبل به أحد ولن يقبل به فى مستقبل الدهر عملا فرديا ومعزولا قام به صاحبه فى لحظة زيغ أو مس من الشيطان وأن لا يكون قناعة جماعة ولا موقفها حتى لا نوقض الفتة بين المسلمين إرضاءا لأعداء الله ورسوله من اليهود الملاحيد والملاعين.والفتنة نائمة ولعن من أيقظها.

إن عملا من هذا القبيل لا يخدم أية قضية وإنما يخدم الأجندة الصهيونية لا غير.