رئيس الجمهورية يوجه خطاب الى الامة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني

ثلاثاء, 11/28/2023 - 12:06

مستوى النفاذ، كما وكيفا، إلى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة.

فبلغت نسبة النفاذ إلى الماء الصالح للشرب 72,33%، وتقدمت الأشغال في مشاريع مهمة، نذكر منها تمثيلا لا حصرا:

– مشروع توسعة شبكة التوزيع في مناطق عدة من مقاطعات عرفات وتوجنين والرياض والميناء،

– المرحلة الثانية من مشروع الإمداد بمياه الشرب من آفطوط الشرقي،

– مشروع تزويد مدينة ولاتة بالماء الصالح للشرب انطلاقا من مياه أظهر،

– مشروع تزويد مدينتي لعيون وجكني، انطلاقا من مياه أظهر،

– مشروع تزويد مدينة كيفه والمناطق المجاورة لها بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من مياه النهر،

– العمل على الحل النهائي لمشكل المياه في نواذيبو، انطلاقا من بولنوار ومن محطات تحلية مياه البحر،

وقد اكتملت دراسة مشروع يهدف إلى توفير المياه لصالح 156 قرية وتجمعا سكنيا واقعة بين بوكى والغايرة، انطلاقا من مياه النهر، وسيتم البدء في أشغاله قريبا.

كما تعمل الحكومة حاليا على إطلاق مشروع لصرف صحي فعال في مدينة نواكشوط لأول مرة منذ الاستقلال.

كما وصل النفاذ إلى الكهرباء نسبة 91,8% في الوسط الحضري و56% على مجمل التراب الوطني، ويجري تنفيذ العديد من المشاريع الهيكلية لتحسين مستواه.

فقد اكتمل:

– مشروع الكهربة الريفية في منطقة آفطوط الشرقي الذي سيغطي مثلث سيليبابي- مونكل– أمبود،

– مشروع المحطة الهوائية 100 ميغاوات في بولنوار والتي بدأ استغلالها فعليا.

– تركيب الدارة الثانية على خط انواكشوط – انواذيبو،

– مشروع كهربة 22 قرية في ولاية اترارزة،

– مشروع خط 225 ك. ف بين انواكشوط وكرمسين،

كما تقدمت الأشغال في مشروع تدعيم محطات إنتاج الكهرباء في 50 مقاطعة.

وانطلقت الأعمال في:

– مشروع مد شبكات بطول (3000) كلم، في ولايات اترارزة، ولبراكنه، وكوركول وكيدي ماغا،

– مشروع كهربة المناطق ذات المقدرات الزراعية والرعوية في ولايات الحوضين ولعصابه عبر بناء محطات هجينة وشبكات توزيع منعزلة،

– مشروع كهربة 46 قرية في ولايتي لبراكنة واترارزة.

وستنطلق الأعمال قريبا في مشروع حلقة شبكات الجهد المتوسط على الخط كيهيدي- لكصيبة- أمبود- سيليبابي- بيديام- دياكيلي- كوري- مقامة- كيهيدي.

كما نعمل الآن على تعبئة الموارد لبناء خط جهد عالي يربط نواكشوط بالنعمة يشكل خط أمل كهربائي جديد، ويجري كذلك العمل على إكمال خارطة طريق لتطوير الهيدروجين الأخضر.

وعلاوة على هذا، حسنّا، كما وكيفا، النفاذ إلى الخدمة التعليمية، بفضل زيادة عدد المعلمين بنسبة 79% قياسا بما كان عليه سنة 2019، وتوسيع البنية التحتية المدرسية من خلال تشييد 3600 قاعة درس، وزيادة عدد الكفالات المدرسية بنسبة 140%، فانتقل عدد المدارس التي بها كفالات مدرسية من 512 مدرسة، سنة 2019، إلى 1379 مدرسة، سنة 2023.

وقد تم كل ذلك في سياق إصلاح شامل وعميق لمنظومتنا التعليمية، أطلقنا بموجبه العام الماضي مشروع المدرسة الجمهورية، تمكينا لأبنائنا من الاستفادة، في ظروف متماثلة، من خدمة تعليمية ناجعة تؤهل شبابنا للانخراط النشط والفعال في الحياة المهنية.

فالشباب، عنفوان وقوة طموح، وهو أمل الأمة وطاقتها الخلاقة، لذا لم ندخر جهدا في تمكينه من أداء دوره كفاعل تنموي أصيل، فعملنا ونعمل، على تعزيز حضوره في مختلف دوائر صنع القرار.

وكذلك على تكوينه، وتأهيله، ومنحه فرص ولوج الحياة المهنية النشطة، فدعمنا التكوين المهني وتوسعنا في دعم وإنشاء مراكزه ومعاهده، وكذلك المؤسسات العليا المهنية كالمدرسة العليا للتجارة، والمعهد العالي للرقمنة، ومدرسة التكوين المهني والفني في مجالات الطاقة والبترول والغاز.

وتم بناء مركب جامعي جديد بسعة 11.000 طالب، كما يجري العمل على إنشاء جامعة للتخصصات العلمية، تكفلت، مشكورة، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ببنائها. وقد تقرر أن تحتضنها مقاطعة توجنين.

وكثفنا كذلك من خلق فرص العمل وتمويل المشاريع المدرة للدخل، فبرسم السنة الجارية وحدها، تمكنا من تكوين وتأهيل 11000 شاب، تكوينا أصليا، وتوفير تكوين مستمر لما يناهز 8500 شاب.

وعلاوة على ذلك، تم التوسع في البنى التحتية الصحية من مستشفيات ومراكز ونقاط صحية، فقد اكتملت الأشغال في بناء وتجهيز مستشفيين جهويين، كل بسعة مائة وخمسين (150) سريرا بأطار وسيلبابي، وتقدمت الأشغال في ثلاثة مستشفيات جهوية بكل من لعيون وألاك وتجكجه، كما انتهت الأشغال في توسيع وتجهيز المركز الطبي للتخصصات.

كما تم العمل على تكوين وتأهيل الطواقم الصحية وتأمين المستلزمات الطبية من أجهزة وأدوية، وانطلقت خدمات الصندوق الصحي التضامني الموجه للقطاع غير المصنف.

ونظرا لاحتياج تطوير كل الخدمات الأساسية إلى بنى طرقية عصرية، فقد بذلنا في هذا المجال جهودا كبيرة مكنت من إنجاز أكثر من 700 كلم من الطرق المعبدة ومن التقدم في العديد من مشاريع البنى التحتية الأخرى.

فالأشغال متقدمة في طريق تجكجة – ول ينج، وستنطلق أعمال طرق أطار– شنقيط، والصواطة – مونكل- باركيول في الأسابيع والأشهر المقبلة.

كما تم إطلاق مشروع كبير لتحسين انسيابية النقل الحضري في نواكشوط.

وستكتمل الأعمال في جسر باماكو قبل نهاية السنة الجارية، وفي جسور الحي الساكن ومدريد وروصو قبل نهاية 2024.

وينضاف إلى كل ما تقدم تركيزنا المستمر على تصميم وتنفيذ سياسات متكاملة لتنمية قطاعاتنا الإنتاجية مكن من تحقيق اكتفاء ذاتي من الأرز بلغ نسبة 89%، ومن زيادة الإنتاج الوطني من الحبوب بنسبة 42% مقارنة مع مستواه سنة 2019، ومن استصلاح 8854 هكتارا من المساحات الزراعية وإنشاء محاور مائية بطول 197 كلم وفك العزلة عن مناطق الإنتاج وكهربة هذه المناطق.

وزيدت كذلك، على نحو معتبر، الميزانية المخصصة للصحة الحيوانية، وتم تنفيذ مشروع كبير وطموح لدعم قطاع التنمية الحيوانية، وتفعيل صندوق ترقية تنمية الثروة الحيوانية. واعتمدنا في ذات الوقت، سياسة عززت الحكامة الرشيدة والاستغلال الأمثل للثروة السمكية بما يصون استدامتها ويؤمن دمجها في الدورة الاقتصادية الوطنية.

كما تم إيلاء قطاع المعادن بالغ الأهمية لمحوريته في التنمية الاقتصادية. وفي هذا الإطار عكفنا على وضع وتنفيذ خطة تطويرية للشركة الوطنية للصناعة والمناجم تهدف إلى مضاعفة إنتاجها في أفق 2030.

وكنتيجة لهذه الخطة يتوقع أن يصل إنتاج الشركة هذه السنة حدود 14 مليون طن لأول مرة في تاريخها.

وفي ذات السياق، وضع الحجر الأساس لمشروع افديرك الذي سيزيد إنتاج الشركة، على الأقل، بمليوني طن. وقد بدأت كذلك دراسة الجدوائية لمنجم تزرقاف الذي يتوقع وصول طاقته الإنتاجية إلى ستة ملايين طن.

وتجري المفاوضات، حاليا، بين الشركة وبعض شركائها بخصوص إطلاق مشروع العوج الذي ستصل قدرته الإنتاجية 11 مليون طن.

كما بذلت جهود استثنائية في تنظيم وتأطير التعدين الأهلي وفق شروط سمحت لمختلف فئات المجتمع الاستفادة من هذه الثروة، ومما تتيحه من آلاف فرص العمل للشباب.

كما سمحت بزيادة معتبرة في عدد الوحدات الصناعية، وفي كمية الإنتاج، وفتحت بذلك، أمام هذا القطاع، آفاق واعدة.

أيها المواطنون أيتها المواطنات،

يتبين من مجمل ما تقدم أننا، مع ما اجتاح العالم من أزمات هدامة، وما وجدنا عليه الوضع، إنمائيا، واجتماعيا وسياسيا، قد استطعنا في السنوات الأربع المنصرمة، أن نحرز، بفضل جهودكم جميعا، نتائج جد معتبرة، فالاستقرار لدينا قائم، والأمن مستتب، ووضعنا الاقتصادي مريح، تتوازن فيه المؤشرات الكبرى، وتدعمه ثقة عالية لدى شركائنا، وكل أفقه فرص متنوعة وأمل تغذيه عشرات المشاريع الكبرى التي هي قيد الإنجاز، ودنو موعد تصدير ثروتنا الغازية المبشر.

غير أن تعدد الفرص والإمكانات لا يفيد إلا بقدر ما يكون المواطن مهيئا بالتكوين والتأهيل، مؤمنا بقيم العمل، والجد والمثابرة.

وإنني لعلى ثقة تامة بأننا قادرون، بتعاضدنا وقوة عزائمنا، على الاستغلال الأمثل لما يتيحه وضعنا الراهن وتبشر به آفاقنا الواعدة من فرص متنوعة، لنجسد معا أملنا في الوطن الذي نريده جميعا، وطن الإخاء والتآزر والعدل والتنمية المستديمة الشاملة.

عشتم وعاشت موريتانيا حرة، مستقلة ومزدهرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.