ربح البيع أبو عبد الرحمن، ربح البيع/ الشيخ ولد سيدي

أربعاء, 05/03/2023 - 15:28

هنالك في الأمكنة البعيدة ناسٌ لم يريدوا من هذه الدنيا علوًا ولا سِعةً على حساب الآخرين.
ناس منّ الله عليهم بالقبول ورغم ذلك نأوا بأنفسهم بعيدا عن الضوضاء واختاروا العمل بصمتٍ لا يريدون جزاء ولا شكورا.
منهم النائب أبو عبد الرحمن، ومثلما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا سمع امرء يمدح رجلا يقول له: أسافرت معه؟
أنا لم أسافر مع أبو عبد الرحمن لكن موقفا يقتضي السفر كان بداية معرفتي به .
أيامها كانت امرأة موريتانية تكابد مشكلات شتى في دولة الإمارات العربية ، والكارثة أن سفارتنا أيامها حكمت عليها بالإجرام
إلا أن أبو عبد الرحمن تجشم عناء السفر إلى الإمارات ليكتشف أنها سيدة مظلومة ويقترح مبلغ مائتي ألف أوقية أنذاك كفاتحة مساهمات لدعمها ويوفر تذكرة ذهاب وإياب لزوجها من أجل الحضور وإقامة سنة.
وكما يقول المتنبي:
"وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا"
الأكيد أنه كان سخاء لأن مواقف أخرى جمة أثبتت ذلك منها أنني اشتغلت معه لحفر آبار نائية كلفني هو نفسه بها
وأذكر أن البئر الأولى حفرناها في "دباي الناموس" واستمر الشغل حتى استفادت منه قرى ظمآنة وبشر لاهثون في صحارى جافة
وبلغني من أخيار أن يده المعطاء كانت ممدودة سخاء في السعودية أيام أزمة كورونا ،كان هو يوزع سلات على الجوعى والهوملسْ!
وثمة من كانوا قابعين في المعتقلات من الشباب الموريتانيين أسهم هو في إطلاق سراحهم
ولقد نال جائزة عظمى في الأعمال الإنسانية على مستوى إفريقيا:
شمائله في الناس كثر وعدها
عليّ كثير ….. لا تعدُ ولا تحصى!
يقينا أن الإنسان باحث عن من بمقدوره أن يقدم شيئا للبشرية ، لذلك فإن الموريتانيين في آسيا والسعودية أمام مسؤوليتهم بالاصطفاف وراء النائب أبو عبد الرحمن إذا كانوا يريدون عونا لهم وسندا وإنسانا منّ الله عليهم بالقبول :
كأني إذا حاولت وصفا له عيَا
لساني ولم أسطع مداناة وصفه

ربح البيع أبو عبد الرحمن ، ربح البيع!

بقية الصور: