"لا إكراه في الوصل" إصدار جديد للأديبة سهى نعجة

جمعة, 09/25/2015 - 11:11

تشكّل مؤلفات الأديبة سهى نعجة حالة إبداعيّة خاصة، بعثت الحياة من خلالها في نوع من النثر الفنيّ الإبداعيّ، هو فنّ (التوقيعة الأدبيّة)، وكان لثورة الاتصالات الحديثة أثر مهمّ في ترسيخ هذا الفنّ، بفرضها أنواعا من الكتابة تتسم بالعبارات القصيرة المختزلة لُغويًّا، تُتبادل عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة، مثل: رسائل (الواتس أب)، أو التغريدات عبر (التويتر)، وغيرها. ويمثل عنوان كتابها الجديد (لا إكراه في الوصل) الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» واحدة من العبارات الإبيجراميّة التي حشدتها المؤلّفة في كتابها الأدبيّ الذي كان قد صدر عن الدار نفسها بعنوان (تناص)، متزامنا مع كتابها (جمر وخمر).

وترى رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة الشرق الأوسط الدكتورة جمانة السالم أن «التبصّر في توقيعات الكتاب الجديد يؤكد تبني الكاتبة رؤية خاصّة لثنائيّة الأنا/المرأة، والآخر/الرجل، تتسع أبعادها بمقدار التركيز والتكثيف اللذين تتصف بهما عباراتها في الكتاب.وتتلخّص أبعاد تلك الرؤية بإصرار الكاتبة على تحديد هويّة الأنا/المرأة، وعلى رفع درجة إحساسها بذاتها باتزان عاطفيّ مدروس، ودونما انفعال يُفضي لاتخاذ موقف عدائيّ من الآخر/الرجل؛ فالعلاقة بينهما تكامليّة تقوم على مبدأ حاجة كلّ منهما للاكتمال بالآخر، وقد تجلى هذا في إهداء الكتاب حيث تقول: «إلينا، لنبقى ظامِئَين؛ نصلّي صلاة الجوى». وتعلي نعجة  من شأن الأنا/ المرأة في غير توقيعة أدبية/ أبيجرامية نحو قولها: «إني موّال الأنس، بنت القمح»، لكنّها في الوقت نفسه تحدد موقفها من الرجل وتصرّح بحقيقة إحساسها تجاهه وبأهميّة دوره في حياتها كما في قولها: «طفلة أنا/ تبتهل لفجرك/ وتصلّي للوزك المندر بالرحيق».
وبرأي الناقد عامر المغربي إن الأديبة اختارت النمط المحبب لديها من النصوص الأدبية الأبيغرامية ذات الحس الشعري  بعدما أتحفتنا بما قدمته من أعمال سابقة (تناص) و(جمر وخمر) اللذين لقيا استحسان الشارع الثقافي، وتواصل مسيرتها الإبداعية بـ(لا إكراهَ في الوَصْل) الذي تعتمد فيه «سادنة الحرف» مواصلة التمسك بكينونة الأنثى الحسية والجسدية والعاطفية وعلى الإذعان للحب بكامل مشمشمه بصلابة الكلمة وعمق المعنى وفصاحة اللسان وبلاغة التعبير وفي إضفاء فن جديد للعبارة المرهفة.
تقول الأديبة على غلاف كتابها: «حتى إذا ما التَقَيْنا، لفّنَا الغَمام، كأنّ طائرَ الشّوْق لم يَهْدلْ فينا، ذاتَ صَبْوة، لا، ولا حَوالَيْنا حَام".

نقلا عن الدستور