روسيا وأوكرانيا: الاجتياح يجب أن يوقظ الغرب- الصنداي تلغراف

أحد, 02/27/2022 - 08:38

نستهل جولتنا في بعض الصحف البريطانية من الصنداي تلغراف التي رأت في افتتاحيتها أن اجتياح أوكرانيا "جريمة مروّعة ومخزية يقترفها زعيم فاسد تُسكره أوهام استعادة أمجادٍ إمبراطورية قديمة".

وقالت الصحيفة إن الغرب قد يبدو لوهلة مصدوما من مغامرة بوتين في أوكرانيا، لكن الأمر في الواقع لم يكن مفاجأة؛ ذلك أن بوتين استغرق ثماني سنوات يخطط لاحتلال وتقسيم دولة مسالمة وذات سيادة.

ونوّهت التلغراف إلى أن روسيا ترفع لواء الإمبريالية بشكل واضح للجميع منذ اجتياحها جورجيا عام 2008. وبعد ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، عكف الرئيس الروسي على تسخير إمكانات بلاده لتعزيز ترسانتها العسكرية. ومنذ عام واحد فقط، نشر بوتين مقالًا أسسّ فيه لاجتياح أوكرانيا وذهب فيه إلى أنها بلا وجود حقيقي.

ونعت الصحيفة ما قالت إنه عدم التفات من جانب كثيرين من صُنّاع السياسات في الغرب إلى تهديدات بوتين الذي استغل في المقابل حالة من التراخي، والعجز من جانب الغرب على التفكير خارج الإطار المرجعي الضيق والذي يفترض أن الجميع يتطلع إلى التسامح والديمقراطية، هذا فضلًا عن "فشل الغرب في الاستعداد للأسوأ".
وقالت الصحيفة إن هناك مشاهد وقعت قُبيل الاجتياح الروسي يجب ألا تُنسى، ومن ذلك محاولة دول أوروبية ضعيفة التسليح أن تُحجم عن فرْض عقوبات تتعلق بالطاقة ضد روسيا، جنبًا إلى جنب مع زيارات دبلوماسية مكوكية تمّتْ في أجواء مليئة بالمُراءاة.

ورأت التلغراف أن تلك المشاهد "كشفت عن حال من العجز والإفلاس الأخلاقي والمادي يعانيها الغرب الذي بات عليه أن يبدأ من جديد".

وقالت الصحيفة: نقطة البداية تتمثل في دعم أوكرانيا على الأرض قدر الإمكان للتصدي للغزاة. وفي الوقت ذاته، يجب على الدول الغربية أن تعمل بالتنسيق لاستهداف الكرملين بعقوبات مؤلمة تشمل الطرد من نظام سويفت المصرفي العالمي.

وقد تكون تلك الإجراءات غير كافية، لكنها ضرورية على أية حال، بحسب التلغراف التي رأت أنه يتعين على الغرب أن ينفق أكثر على التسليح وألا يعتمد في هذا الصدد على الولايات المتحدة التي رأت أنْ تولي مسألة احتواء الصين في منطقة المحيط الهادئ اهتمامها في الوقت الراهن.

ورأت التلغراف أن تستشهد في هذا السياق بقول أمريكي مأثور هو أن "القوة لا تغري، بل الضَعف؛ إذ يبدو كدعوة للأقوياء لكي يجربوا حظوظهم".