روسيا وأوكرانيا: القيم الغربية لا الأسلحة هي التهديد الأكبر الذي يخشاه الكرملين

خميس, 02/24/2022 - 10:20

استحوذت الأزمة الأوكرانية واعتراف روسيا بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين على اهتمام الصحافة البريطانية، فنقرأ في التايمز مقالا كتبه إدوارد لوكاس بعنوان: "في أوكرانيا، الأفكار الغربية هي التهديد الأكبر للكرملين"
يقول كاتب المقال إن الأزمة الأمنية الحالية بين الشرق والغرب هي الأخطر منذ عقود، وهي تذكر بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، حين رأت الولايات المتحدة في وجود الصواريخ السوفيتية في الجزيرة الشيوعية تهديدا وجوديا لها.

لقد فرضت الأزمة حصارًا بحريًا جعل العالم على شفا كارثة نووية.

وفي النهاية انتصرت الدبلوماسية، وعادت السفن الحربية السوفيتية، وبهدوء سحب الأمريكيون صواريخهم النووية من تركيا.

ومع ذلك فإن أبعاد وأسباب الأزمة الراهنة مختلفة تماما، فما يشكل تهديدا وجوديا لروسيا ليست الأسلحة الغربية بل هي الأفكار الغربية: الحرية، العدالة، السيادة، والأمن.
ويضيف كاتب المقال: إن التقدم المتعثر في أوكرانيا يقوض شرعية النظام الراكد في روسيا.

ويشير لوكاس إلى أن روسيا لم تتراجع ، بل أن الكرملين، بدلا من ذلك، أخفى نواياه بذكاء، وضُلل قادة الغرب بفعل أجهزة استخباراتهم، إذ ركزوا على الاحتمال المرعب والمستبعد، لغزو روسي مباشر لكييف.

وفي الواقع، اتخذ بوتين خطوات بيروقراطية نحو تفكيك أوكرانيا، من خلال حضور عسكري روسي في المناطق الانفصالية.

ولكن الخسائر حتى الآن طفيفة، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما تخوفنا من حدوثه، فنحن نشعر بالراحة أكثر من الغضب، وهذا هو ما يريده الكرملين بحسب كاتب المقال.

ويرى لوكاس أن الفرق الثاني عن أزمة الصواريخ الكوبية، هو أن الغرب غير راغب في التحرك، نحن نعرب عن استيائنا ولكننا لن نفجر منزل أي شخص.

ويخلص إلى القول: لقد عرفت قيادة الاتحاد السوفيتي خلال أزمة كوبا، أنها أمام خصم عنيد ولديه الرغبة في المخاطرة والتضحية، ونحن لا نعطي هذا الانطباع الآن، إذا ما أردنا مواجهة روسيا، لنسرع في ضمها للاتحاد الأوروبي والناتو