عام جديد ومحبة تتجدد لمسغارو / الشيخ ولد سيدي

سبت, 01/01/2022 - 17:21

عام جديد ، ومودة تتجدد وذكرى لا تمحي مع الأيام
إن المحبة الخالصة تزداد رسوخا وعمقا مع السنوات ، تزداد اشتعالا وإضاءة مع السنين وهذا هو الفرق بينها وبين المحبة المدعاة ، تلك تمحي مع أول عاصفة ومع أول سنة ، ومع أو اختبار.
أنا شخصيا ومنذ نذرت الوقت والحبر لشخص يستحقه ، لم أتنازل عن ذلك. ومع كل سنة يكبر فيَ الاحترام والحب اتجاه القائد العظيم مسغارو ولد اغويزي

وليس ثمة شغل - ورغم كثرة المشاغل- بإمكانه أن يمنعني من تأدية الواجب
وواجبي هو أن أهنئه في كل سنة ، في كل عيد ، في كل يوم لأن كل يوم لدى مسغارو عيد
لأنه ينفق عمره في خدمة الفقراء ، وكل رغيف يتناوله الفقراء هو عيد بالنسبة له
أنا مدرك أنني ومهما كتبت من مقالات لعد خصاله ، فإنني سأكون مثل من يحاول إغراق سمكة في النهر ، لأنني لن أستطيع تأدية ذلك ، فخصاله جمة.
لكنني أحاول القيام بالواجب والتهنئة ، والهدايا على مقدار مهديها :

جاءت سليمان يوم العرض هدهدةٌ ... أهدت إليه جراداً كان في فيها

وأنشدت بلسان الحال قائلةً: ... إنَّ الهدايا على مقدار مهديها

لو كان يهدي إلى الإنسان قيمته ... لكان يهدى لك الدنيا وما فيها

بالفعل لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته ، لكنت أهديت أنا أيضا لمسغارو الدنيا وما فيها ، لكن كما أسلفت الهدايا على مقدار مهديها

ثمة أمور معروفة في عرف العلاقات بين البشر وهي الاعتراف بالجميل ، وهذا أمر لا يقوم به إلا شخص تجاوز العقد النفسية وتخلص من اللؤم ، وأنا لي الحق أن أعترف لمسغارو بجميله الذي تجاوزني كفرد وتجاوز القبيلة ليسع موريتانيا كلها
ففي عهده استردت الحقوق المسلوبة إلى أفراد الشرطة ، وأعطوا حقوقهم كاملة ، وهذه شهادة الأفراد أنفسهم وهذه النقطة تستحق الإشادة من جميع القوى الحية ، وها أنا أشيد بها منتهزا هذا العام الجديد.
ظل هذا القائد الفذ رابتا على أكتاف الجميع ، وسندا للجميع ، قرب الخدمة للجميع وفتح أبوابه للطارقين بشهادة الجميع أيضا .
وأنا وفي أغلب الأحيان ، لا أقرر مدح القائد ، لكن أخلاقه تملي علي فأكتب ، لذلك تأتي مقالاتي فيه منسابة دون تكلف ، وهذا تماما ما كان يحصل مع المتنبي إذا أراد مدح كافور وقد جسد ذلك في بائيته الرائعة إذ يقول :

وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ

وهذا الأمر طبيعي مادام الإنسان يقوم كل يوم بشيء جميل ، ويؤدي حسنة ويرفع الظلم .
إن الكلمات مثل القدم لا تنافق ، إنها فقط تأتي لمن يستحقها وهو يستحق كلماتي
كل عام وأنت بخير أيها القائد
إن السنوات مجرد أرقام لا قيمة لها وما يضفي عليها القيمة هو الفعل ، وأنت كل سنواتك لها قيمة لأنك تحول هذه الأرقام إلى فعل فيصير لها معنى يليق بك ، يليق بشهامتك وكرمك وعطاياك
كل عام والمحبة إليك تتجدد يا سيدي