طالبان تحت الشمس

خميس, 08/19/2021 - 22:01

كتب سيرغي ستروكان، في "كوميرسانت"، حول ولادة أفغانستان جديدة وما تعد به من تغييرات جذرية في منطقة مصالح روسيا الاستراتيجية.
وجاء في المقال: بعد رفضها التحديث الغربي، تحصل أفغانستان على فرصة لتنفيذ مشروع إسلامي وطني، بفعل انتصار طالبان. فالتحول الجذري في البلاد التي غادرتها الولايات المتحدة يطلق سباقا إليها، وفرصا فيها، يمكن أن يستفيد منها المنافسون الرئيسيون للولايات المتحدة، وخاصة الصين، التي تتوسع في آسيا.

من النتائج الدولية لوصول طالبان إلى السلطة في كابل عودة موضوع أفغانستان إلى السياسة الأمريكية، فضلاً عن التغييرات الحتمية في المكانة العالمية للولايات المتحدة وعلاقاتها مع حلفائها في الغرب والشرق وفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.

تشير The National Interest الأمريكية إلى أن تخلي واشنطن عن دعم كابل قد يدفع الحلفاء خارج الناتو إلى التساؤل عما إذا كان منطقيا الاستمرار في الاعتماد على واشنطن. فعند مشاهدة الأحداث في كابل، قد تتساءل حكومات أوكرانيا أو جورجيا أو مولدوفا عما إذا كان الحصول على وضع "حليف من خارج الناتو" سيفيد كثيرا". فمن أفغانستان إلى المجر، هناك ارتباك بشأن ما يعنيه التحالف للولايات المتحدة.

قد تكون الصين من أكبر المستفيدين من الانسحاب الأمريكي، فتوسع نفوذها في آسيا ومصادر مواردها اللازمة للعب الدور الأول في تنمية أفغانستان. وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحفية في بكين أن "طالبان أعربت مرارا عن أملها في تطوير علاقات جيدة مع الصين وتتطلع إلى مشاركتها في إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان".

وحتى قبل سقوط الحكومة في كابل، قال المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست إن طالبان تعد بكين صديقة لأفغانستان وتأمل في إجراء محادثات مبكرة مع الصين بشأن المساعدة في إعادة الإعمار في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى اهتمام الصين باحتياطيات أفغانستان من النحاس والفحم والحديد والغاز والكوبالت والزئبق والذهب والليثيوم والثوريوم (التي من المفترض أن تصل قيمتها الإجمالية إلى تريليون دولار).

"وبحسب الباحث في مركز كارنيغي بموسكو، ألكسندر غابوييف، "يمكن للصين أن تشارك في إعادة إعمار البلاد من خلال جعل أفغانستان جزءا من استراتيجية مشروعها الاستراتيجي الضخم "حزام واحد، طريق واحد".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب