كورونا.. هل نعود لنقطة الصفر؟

خميس, 01/07/2021 - 11:49

كان حلم البشرية مع بداية العام الجديد أن تتخلص تدريجيا من تدابير الإغلاق والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة، ويعود الناس لممارسة حياتهم الطبيعية وحريتهم في السفر والتنقل والتجمع بلا قيود، خاصة مع بدء حملات التطعيم بلقاح كوفيد 19 على نطاق عالمي واسع.

 

 

الوصول لمطعوم ضد فيروس كورونا في أقل من سنة، شكل مفاجأة سارة وعظيمة للبشرية، في المقابل، تمكن الفيروس من تسجيل هدف مباغت في الدقائق الأخيرة من مباراة العام 2020. سلالة جديدة متحورة من “كوفيد” بدأت بالانتشار في بريطانيا وانتقلت إلى عديد من الدول في العالم، ميزتها الأساسية سرعة الانتشار وإن كانت أقل فتكا.

 

 

 

 

ذلك يعني ببساطة أن البشرية مضطرة للمحافظة على القواعد الصحية المشددة إلى أن يحصل أكثر من ستين بالمائة على الأقل من الناس على المطعوم، واختبار قدرة المطاعيم المتنوعة على مقاومة النسخة الجديدة من الفيروس.

 

 

علماء الأوبئة أكثر ثقة بأنفسهم من ذي قبل، ثمة قناعة لديهم بقدرة المطاعيم على كبح جماح السلالة الجديدة، لكن ذلك مجرد تقدير أولي يحتاج لمزيد من الاختبارات العلمية.

 

 

ويؤكد خبراء الأوبئة أن فيروس كورونا المستجد مثله مثل الكثير في الفيروسات، في حالة دائمة من التحور والتكيف، وهو الشيء الطبيعي ولا يبعث على القلق بالنظر إلى ما تحقق من إنجاز طبي في هذا المضمار.

 

 

لكن مجرد وصول الأنباء من بريطانيا عن انتشار واسع للسلالة الجديدة كان كفيلا بخلق حالة من الهلع في العالم، تجلت بتعليق الرحلات الجوية، وإغلاق الحدود البرية والبحرية، وتشديد إجراءات التباعد وإلغاء الاحتفالات بالأعياد ورأس السنة في عشرات الدول.

 

 

 

 

المشهد العالمي مع نهاية العام 2020 يشبه إلى حد كبير الأجواء التي سادت مع بدء انتشار الفيروس بداية العام ذاته، مع فارق جوهري، هو أن البشرية التي تعاني أشد المعاناة من تبعات الإغلاقات الطويلة منهكةٌ إلى حد لا تتخيل معه الصمود في معركة جديدة قد تمتد لأشهر من العام الجديد. وهذا ما يفسر مشاعر الخيبة التي تسيطر على الكثيرين حول العالم الذين انتظروا طويلا لرؤية الضوء في نهاية النفق، وإذ بهم يغرقون في الظلام من جديد.

 

 

دول مثل الأردن لم تتمكن بعد من الحصول على الدفعة الأولى من المطعوم، ستكون مضطرة للمحافظة على تدابير صحية مشددة لحين وصول المطاعيم أولا وتوزيعها على أوسع شريحة اجتماعية، والتأكد في نفس الوقت من أن السلالة الجديدة لم تخترق الحدود كما حصل مع السلالة الأولى، وأن المطاعيم قادرة على احتوائها.

 

 

قدرتنا على مواجهة الموجة الجديدة إن حدثت، هي أفضل بكثير مما كنا عليه في صيف العام الحالي، لكن تفشي الفيروس على نطاق واسع مرة أخرى يعني استمرار الإغلاقات والحظر وتعطيل عجلة الاقتصاد وهذا ما لا يريده ولا يتحمّله أحد.