هل أفل نجم "بارصا ميسي"؟!

أربعاء, 08/19/2020 - 09:33

منذ قرابة السنة، كان الحديث عن البارصا/نادي برشلونة، وبطولاتها وأرقامها ودحرها للخصوم، لا سيما في إطار البطولة الإسبانية، لا يمكن أن يكون ذا جدوى بدون إدخال ليونيل ميسي في "المعادلة" باعتباره المفتاح السحري لكل الانتصارات والألقاب، فلا يمكن تصور فريق البارصا بدون البرغوث ميسي، كما لا يمكن تصور الساحر ميسي دون فريق البارصا.

داخل الميادين، وتبعا للإحصائيات والأرقام التي تسجلها قنوات "الباين سبورتز" (Bein Sports)، يلاحظ المراقبون والمحللون الرياضيون أن %95 من العمليات والتمريرات بين لاعبي البارصا كانت تمر من اللاعب ميسي، حتى غدا عملا روتينيا أنه بمجرد أن يتلقى لاعب الكرة يفكر رأسا في تمريرها لرفيقه ميسي، حتى ليعتقد أن تشكيلة فريق البارصا، في كل مقابلة، تمر ولو بكيفية غير مباشرة، من اختيار ميسي أو المدرب الذي ينتقي بعناية العناصر التي تنسجم أكثر مع خطط ميسي وتحسن تموضعاتها كما يرغب فيها.

المعادلة المشؤومة تنهار

كانت مقابلة البارصا مع البايرن بتاريخ 14/08/2020، برسم كأس أبطال أوروبا، دور الثمانية، حدا فاصلا بين زمن نادي برشلونة الذهبي وبين قمة انحداره وانهياره بنتيجة خرافية، لم يقو المنطق الرياضي حتى الآن على استساغتها ولا كان يتوقعها: 8 إصابات مقابل إصابتين. مقابلة أبلى فيها نادي بايرن ميونيخ البلاء الحسن، بفضل وحدة الماكينة الألمانية الكاسحة ذات الوقع الثقيل على عناصر برشلونة.

فقد تأكد أن كرة القدم المعاصرة، بريادة الألمان، تدخل حاليا نسقا جديدا وتكتيكا لم تعهده من قبل، انتقل اللعب عبرها إلى الانصهار في الوحدة الجماعية بإيقاع سريع، تعد المهارات الفردية في خدمة الإيقاع الجماعي وناظما لها، بعد أن كانت تخدم اللاعب وتصنع منه النجومية.

لاحظنا أن محاولات ميسي للتوغل بشكل فردي بمنطقة العمليات كانت تبوء بالفشل على يد الألمان الذين أعدوا جيدا لمواجهة تنصلاته بين الصفوف وأقدام الخصم... حينها تأكد أن مجموعة البارصا ذاهبة إلى الانهيار، بعد أن توقف "الدينامو" الذي يحرك الفريق في رصده لفراغات الخصم.

كما كان لافتا، وفي السباق نفسه لبطولة كأس أوروبا، أن الفريق الألماني لايبسيج أذهل الملاحظين بأدائه أمام خصمه أتلاتيكو مدريد، بفضل وحدة صفوفه وإيقاعه الجماعي السريع بين عناصره، فنادرا ما يحتفظ اللاعب بالكرة أكثر من ربع دقيقة حتى يمررها وبشكل سريع إلى رفيقه، وبذلك يتخلص من التعب المبكر ويحافظ على لياقته، كما نلاحظ عند بعض الأفراد النجوميين كميسي ورونالدو ونيمار... فالمهارات الفردية وحدها لم تعد كافية لصنع الفارق، فقد أصبح من الضروري تطعيمها بالتنسيق مع الإيقاع الجماعي السريع