إيطاليان يستكشفان تاريخ المكان وثقافته في السعودية على الأقدام

جمعة, 07/17/2020 - 10:51

من طبيعة خضراء في (شمال غربي) إيطاليا إلى صحراء صفراء في (جنوب شرقي) السعودية ثم إلى التراث والتاريخ في العلا (غرب السعودية)، بدأت مسيرة لشابين إيطاليين قطعا خلالها آلاف الكيلومترات سيراً على الأقدام أو على ظهور الجمال، أو عبر وسيلة أخرى، يسعيان خلالها لنقل ثقافة المكان والإنسان والتذكير بأهميتها وعدم إهمالها.

كان ذلك أشبه بالحلم بالنسبة إلى بييترو إيينكا ولويجي كيوركي، ولكن إصرارهما حول الحلم إلى واقع، وولد مشروعهما المتخصص في البحث الثقافي السياحي، ليبدآ مسيرة البحث عن ثقافة المكان في مختلف المناطق في العالم، من المواقع المهددة بخطر التهجير، لينقلا جمالها، ويعيدا جذب الناس لها. كما يحمل مشروعهما بجانب الدور الثقافي باستكشاف المواقع التراثية والتاريخية، أهدافا رياضية واجتماعية.

بدأت مسيرتهما من إيطاليا، حيث سارا خلالها لمسافات طويلة على الأقدام، مما سمحت لهما برؤية واكتشاف جوانب متعددة مخبأة في وطنهما، لكن سريعاً ما توسعا في ذلك، لينطلقا في رحاب العالم، باحثين عن التاريخ والثقافة.يقول بييترو في حديث مع «الشرق الأوسط»، حول زياراتهما السابقة للسعودية: «كانت زيارة السعودية شيئا مميزاً، فقد شاركنا في رحلة استكشافية خلال عام 2019. وكان من دواعي الفخر أن نكون أول الإيطاليين الذين يعبرون تماماً ثاني أكبر صحراء رملية في العالم. لقد كان اكتشافاً عظيماً جعلنا نقع في الحب قبل كل شيء مع الود للثقافة والتقاليد في السعودية»، مشيراً إلى أنهما في فبراير (شباط) الماضي، زارا العلا لإنتاج بعض مقاطع الفيديو لموسم «شتاء طنطورة»، ويضيف أن المناظر الطبيعية في العلا إضافة إلى مدائن صالح وغيرها تركتهما عاجزين عن وصفها.

وعن رحلة الربع الخالي، التي كانت ضمن قافلة ركايب، قال: «كان العيش في الصحراء لمدة شهر كامل أمراً خاصاً حقاً، ولم يكن بإمكاننا طلب أي شيء أعمق وأكثر بعداً لحياتنا في مرحلة ضغوط العمل العظيمة. كان الأمر صعباً لكنه فاجأنا وأثارنا».

بجانب ذلك، يأمل الرحالة الإيطالي بأن يستكشف الإيطاليون السعودية أكثر فأكثر، قائلاً: «نحن مقتنعون بأن الكثيرين مثلنا سيقعون في حب المكان».

ويعبر بييترو عن رغبته في العودة مجدداً للسعودية، ولكن لمناطق جديدة، حيث يقول: «نريد اكتشاف أماكن جديدة مثل مدينة أبها والعديد من الأماكن الأخرى الشاطئية»، مضيفاً: «نأمل بأن تواصل السعودية تطوير أشكال السياحة المسؤولة التي تحترم ولا تؤثر بشكل كبير على البيئة، والخلفية الثقافية والتاريخية لشبه الجزيرة العربية... هي شيء مهم حقاً».