مسارات الإصلاح .. اتحاد الجهود من أجل البناء/ سيدي ولد محمد عبد الحي سيدي عبد الله

أربعاء, 07/01/2020 - 20:40

 

إن الدروس المستخلصة من الأزمة التي سببتها جائحة كورونا تجعلنا أكثر حزما وإدراكا لما يجب علينا القيام به لنتمكن من الإعتماد على مقدراتنا الذاتية من طاقات بشرية ومن موارد اقتصادية.
فنرجو من الله العلي القدير أن يرفع عن بلادنا هذه الجائحة وأن تخرج من محنتها أكثر قوة وتماسكا وانسجاما وتضامنا من أجل بناء وطننا العزيز والدفاع عن سيادته ومحاربة كل التحديات والصعوبات التي تواجهه.
من منطلق التدبير لتجاوز هذه الأزمة يتعين علينا تكاتف الجهود قمة وقاعدة من أجل الإهتمام بالمصلحة الإجتماعية العامة وجعلها نصب عيني كل واحد منا.
ومما رأيناه في شخصية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من روح وطنية واحترام للمواطن والحرص على صيانة كرامته والتآزر معه في محنه ما يبعث بالأمل والتفاؤل لمستقبل أفضل. الشيء الذي يفرض علينا الوقوف معه مثمنين مايقوم به من إصلاحات ومعبرين عن رأينا في ما يجب القيام به انطلاقا من مبدإ التشاور في المسائل العامة ضمانا لبناء الأمور على أسس صحيحة وقوية . قال الله تعالى : "وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ".
ومن هنا يجب التركيز على المواطن وخلق روح المواطنة فيه وشغله في عملية بناء الوطن وتكوينه على استغلال ثرواته الطبيعية بعيدا عن روح التكاسل والعقليات التي تشغله في الأمور التي لا تجلب له أية منفعة. 
وهنا يأتي دور المثقفين السياسيين في المقدمة :
فالمثقف السياسي الذي يحمل مشروع بناء الدولة ويطمح للقيادة يجب عليه أن يتسلح بخطاب يجمع الناس ويحثهم على الإتحاد في مواجهة التحديات ويجدون في مضامينه ما يعبر عن حرصه على ما يخدم مصالحهم بكل مساواة. كما يجب عليه كذلك أن يتحلى بحسن الخُلق واحترام الناس والتواضع لهم.
وبحكم أفكاره العميقة والطموح لمستقبل وطنه لا يمكن أن يظهر منه أي نوع من أساليب التطرف أو الفئوية أو الجهوية.
إن كل الميزات والأخلاق النبيلة التي يتصف بها المثقف السياسي تجعله قدوة في تكوين المواطن السوي، المعتز بوطنيته، المحب لأخيه المواطن والقادر على تغيير العقليات وتوجيهها نحو الإتجاه الصحيح.

ومن أولى الأولويات التي تقع على عاتق المثقف السياسي الذي يطمح أن يرى وطنه قويا بين الأمم ، ينعم بثرواته الطبيعية ومستقلا عن غيره ، هي توعية الشباب وتنشئته على القيم النبيلة والحس الوطني والتضامن وتكاتف الجهود وبناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد . كل هذه الصفات من شأنها أن تضمن خلق مواطن صالح يخدم وطنه ويعمل على نشر المحبة والتآخي بين أفراد الشعب سعيا لتوطيد اللحمة الإجتماعية وصيانتها. 

وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وأعاننا على بناء وطننا متحدين و متعازين.

سيدي ولد محمد عبد الحي سيدي عبد الله، مهندس زراعي بوزارة التنمية الريفية، نائب سابق عن مقاطعة المذرذرة