سي عمر" العائد من الضفة الأخرى..جهد صامت عابرة للحدود

اثنين, 04/13/2020 - 04:50

تبدء قصص الأشخاص وتأخذ مساراتها تبعا للبيئة التي تتبلور وتنمو فيها، ويأخذ مسار النضال توجهه تبعا للقناعات والأحداث من حولنا كما حدث لصاحبنا سي عمر.

دخل سي عمر مجال النضال وحقوق الإنسان كمدافع شرس عن قيم الإنسانية وحق الإنسان أي إنسان في الحرية والعيش الكريم، ولما كان ذلك إيمانه الراسخ كان على أستعداد تام للعمل مع كل من يشاركه الطرح ويرفعه معه الشعار ويسعى للهدف النبيل، هكذا خاض الرجل نضالا مشرفا مع رفاقه في امبعاث الحركة الانعتاقية "إيرا" وقدم جهود وتضحيات جسام، وفيما بعد تباينت الآراء بشان الآليات ليأخذ مسارا جديدا.

تنيجة لتقييم شخصي بواسطة آليات موضوعية وعلى ضوء ما أحرز من تقدم في مجال حقوق الإنسان في البلاد وبعد التأكد من وجود إرادة جادة للرقي بحقوق الإنسان وتحقيق العدالة أخذ مسار الرجل منعطفا آخر وعبر الى الضفة الأخرى محاولا المساهمة بخبرته وتجاربه المتراكمة ومن موقعه في بناء موريتانيا لكن قوى حالت دون ذلك لأسباب شخصية.

رام الرجل عدة مرات لقاء الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لتوضيح وجهة نظره من مجمل قضايا البلد لكن حال دون ذلك بعض الأشخاص ممن لايرعون الصالح العام ولايعرفون الا انفسهم وهذا رحل النظام.

ثم كانت فرصة التبادل السلمي على السلطة سانحة للرجل ليعيد الكرة، وهكذا تجشم عناء سفر العودة من بلاد العم سام (الولايات المتحدة) وعاد ودعم بكل قوة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط والمناطق المخسوبة عليه في لعصابة بعد حملة ترويج له في الولايات المتحدة.

طوال الوقت ظل سي يعمل بجوده الخاصة لاقناع الناخبين واصدر مدير الحملة انينك جبريل مذكرة عمل بتعيينه تحمل الرقم 172/2019 بتاريخ 17/06/2019 ومكنه ذلك من القيام بدوره المنوط على اكمل وجه، ثم أكمله وفي صمت عاد الى مكان عمله في الولايات المتحدة وباع سيارته التي كان قد اشتراها لتمكينه من التنقل والتواصل مع الناس والتعبئة لغزواني.

ولمن لايعرف سي عمر  فهو خبير اقتصادي تخرج من جامعة نواكشوط قسم الاقتصاد ثم واصل دراسته في الولايات المتحدة في تخصص المشاريع الصغيرة، وحصل على تجربة من عمل في إحدى المؤسسات القرضية الناجحة ومزال يعمل في المجال.

ورغم عبوره من الضفة الأخرى وخبرته في المجال الاقتصادي ومساهمته في نجاح المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني الرئيس الحالي، لم يجد بعد سي عمر من يقدر جهوده ولم تتواصل معه السلطات الموريتانية لتوظيف خبرته التي يستفيد منها حاليا بلد اجنبي، فلماذا ذلك؟
ولماذا تفرط الدولة الموريتانية في خبراءها وعقولها المهاجرة الى هذا الحد؟

بقلم/ الشيخ ولد سيدي