(جدلية المصافحة في زمن الكورونا) من الأفعال الحسنة المهجورة في هذه الأيام 

أحد, 04/05/2020 - 23:09

فعلة المصافحة التي تعتبر سببا للمغفرة وتمام التحية وزيادة المودة ،رغم الخلاف على ماهيتها هل هي سنة أم بدعة ؟

والمصافحة :هي الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد

وفي القاموس :المصافحة الأخذ باليد كالتصافح،

ويمكن أن يكون مأخوذا من الصفح بمعنى العفو،ويكون أخذ اليد دلالة عليه كما أن تركه مشعر بالاعراض عنه..

فقد روي عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مامن مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا) وروي عن  جماعة من أصحاب 

رسول الله أنهم كانوا إذاالتقوا تصافحوا ..

وقدأخرج ابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تصافحوا يذهب الغل من قلوبكم)

وقد أخرج ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعا 

"تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم"

وقال الأسود وعلقمة (من تمام التحية المصافحة)

وسئل الحسن البصري عن المصافحة ، فقال تزيد في المودة ..

لكن في المقابل ، فقد روى ابن وهب عن مالك رضي الله عنه "أنه كره المصافحة والمعانقة" وهذا الذي ذهب إليه سحنون  ، وقد روي عن مالك جواز المصافحة ، و دخل عليه سفيان بن عيينة فصافحه مالك . وقال لولا أنها بدعة لعانقتك فقال سفيان عانق من هو خير مني ومنك

يقصد النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر حين قدم من أرض الحبشة قال مالك ذالك خاص قال سفيان بل هو عام مايخص جعفرا يخصنا وما يعمه يعمنا إذا كنا صالحين) 

وقال ابن عبد البر أن جواز مالك للمصافحة هو الذي يدل عليه صنيعه في الموطأ .. وعلى جوازه جماعة العلماء سلفا وخلفا ..

وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم  (وكفي بين كفيه ... 

وقد أخرج الترمذي من حديث بن مسعود رفعه 

(من تمام التحية الأخذ باليد) وأخرج بن المبارك في كتاب البر والصلة من حديث أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذا لقي الرجل لا ينزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ولايصرف وجهه حتى يكون هو الذي يصرفه) وقال النووي : أعلم أن المصافحة سنة ومستحبة عند كل لقاء ، وقال إنما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاة الصبح والعصر لا أصل له من الشرع واعتبره من البدع المباحة ، 

بينما اعتبر آخرون أن كلامه فيه شي من التناقض

لأن إتيان السنة في بعض الأوقات لايسمى بدعة مع أن عمل الناس في الوقتين المذكورين ليس على وجه الاستحباب المشروع، فإن محل المصافحة المشروعة أول الملاقات وأنها بعد الوقتين المذكورين بدعة .

وعن قتادة رضي الله عنه قال : قلت لأنس : أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 

أي ثابتة وموجودة فيهم حال ملاقاتهم بعد السلام زيادة للمودة والإكرام (قال : نعم.رواه البخاري)

ومن هنا يتأكد أنها في الأثر سنة 
لكن حكمها قديخلف باختلاف 
الزمان والمكان ،