كورونا وصفقة القرن ويتامى الأمل!

ثلاثاء, 02/25/2020 - 08:51

لبنى حشاش
بعد ان اصبحنا نشتعل بدل الحطب و انعكست الادوار و اصبحنا نتلقى الضربات من كل صوب و حدب، لا بد ان نقف قليلا عند زمن التعليف الاعلامي و نستوضح حقيقة انتشار رماد شائعات الكورونا ، هل فعلا يمكن ان يكون هناك اصابات كورونا بفلسطين ام هي حرب اعلامية تلهينا عن حرارة صفعة القرن؟هل يمكن اعتبارها حرب الكترونية من نوع اخر حتى تفقد الدولة فيها توازنها و تخلو من المنتفضين ضد الصفعة؟
اصبح الناس منشغلين فكريا بموضوع فايروس كورونا و انه لأمر في غاية الاهمية ، و يجب اخذ الاحتياطات اللازمة حتى نتلاشى اي اصابة بيننا و لكن اعتقد ان الامر زاد عن حده و اصبح يطغى على امور اجتماعية و سياسية مهمة ايضا حتى اصبحت السنتنا ترتل ترانيم و تعاويذ الكورونا اكثر من اي امر اخر و اصبح هذا الامر يحذر ان الوطن سوف يغلق لاغراض وغايات صحية ، نحن هنا المغلوبون اقتصاديا و سياسيا ولا نريد ان نصبح المغلوبون صحيا، جروحنا المتخثرة من الطبخ السياسي المحروق الذي تخمر على الرفوف و جعلنا نعيش على حواف الهامش بعد سماع اطنان من التصريحات الغير مرغوبة ، الايمان بعدالة القضية منحتنا الفرصة على الصمود لمائة عام و هزم السنين بواسطة ذاكرة متجددة وهوية ثابتة و حضور دائم” نعم اتفق معك عزيزي الدكتور ناصر اللحام فلولا الصمود و تخبئة مفتاح البيت بحيفا تحت الوسادة و لف وثيقة حجة الارض بيافا بقماشة لكنا في مقابر جماعية منذ زمن بعيد.
الحق لنا و تلك هي النتيجة الحتمية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولكن لا بد للصمود حتى نصل لهذ الامل، داخليا جميعنا نؤمن بهذه النتيجة و هذا الحق و بالوقت نفسه يحاول اليهود اللجوء لاي صفقة او وثيقة او حتى وعد من اي دولة حتى يطمئنوا و تلك هي حال اي احد لا يملك الحق بشيء و يحاول اثبات العكس.
لست هنا لانني امتلك اي وصفة او جواب او حل بل لانني كاتبة و هذا ما اجيده نوعا ما، ومن حق التاريخ علينا تأريخ حقائقه، و ان نترك للجميع حق ابداء الرأي، اكتب للبسطاء لعامة الشعب لاهلي لاهلك و لابي و امي وا مك و ابيك و جدتك تلك التي خبأت مفتاح بيتها في يافا تاركة ورائها صندوق جهاز عرسها الفلسطيني، لمن يستمعون لالاف التصريحات و الاخبار من كم من وسائل الاعلام المسموعة و المرئية و لكمية التناقضات و الشائعات، و لنكن واقعيين اكثر ربما هناك فعلا كورونا ،وربما ان لم تكن حاليا فسوف تكون مستقبلا ، الامر كله بيد الله و ما يجب علينا هو اخذ الحيطة و الحذر ونترك الباقي للجهات المسؤولة، لا ان نحرق قلوب الناس بالشائعات و ان نطمس الامل لديهم ، لمن يخافون على اطفالهم من عدم توفير لقمة الغد هل لديهم القدرة لتحمل فكرة ان اللقمة غير متوفرة و فوق ذلك المرض منتشر ؟؟؟
ما دامت العاطفة هي ما يحكم الناس في الحياة فلنبعث الامل في نفوس من لا يمتلكون ثمن الكمامة و حبة الدواء و نطمئنهم ان الامر كله بيد الله من باب “الكلمة الطيبة صدقة”، اجل الاحتياط واجب ولكن يجب ان نخفف عن كاهلهم شبح المرض، يكفينا عنكبوت الاحتلال و المصادرة و المقاطعة و السياج الامني و جدار الفصل العنصري و البطالة و الفقر و غيرها من القضايا التي اصبحنا لا نطيق حتى تحملها ، لا نريد مزيد من الاحباطات، باختصار نحن يتامى الامل و ثكالى الوطن ، نحن شعوب معلقة الى ابواب متأرجحة لا نريد ان نصل لمرحلة ” اللهم نفسي ” و ليذهب الوطن بقضاياه الى حيث يريد ، فالركب لا ينتظر احدا.
اعتقد ان الرياح القادمة لا تحرك حقلا ولا نريد مزيد من الدماء اصبحنا شعب منهك بكل طاقاته ، لم نستفيق من تلك الصفعة حتى زارنا طيف فايروس كورونا، لا نريد مزيد من الاباحية بحق الوطن قضيتنا الاساسية هي المحور الذي يجب ان تدور المجرات حوله ، لا ندري ما الذي يدور حاليا بالمطبخ السياسي فتارة يقول نتنياهو ان اجراءات ضم الاغوار جارية و تارة اخرى يصمت و نحن هنا مرتبكون متخبطون ، حتى تم الهاؤنا و اطبق الصمت على افواهنا مع الكمامات خوفا من ذلك الفايروس اللعين.
برغم سيئات كل صفعة القرن و برغم كل الاحداث الحاصلة و لكن كان لها عدة فوائد ساهمت بالتحام الصف و اظهرت القضية للوجود مرة اخرى و اصبحت المواضيع مثارة حول قضية فلسطين عالميا برغم كل الاراء التي كانت لا تنتج ادنى كهرباء ساكنة برغم كل الاحتكاكات ، لا بد ان نعود للصف حتى لا نكتشف اننا نلتصق بالمكان الخاطيء و بالتوقيت الخاطيء مع اولئك الذين نعتبرهم الناس الخطأ.
كاتبة فلسطينية