هل وقف رئيس لجنة الجزائر الأولمبيّة لنشيد إسرائيل “هتكفاه” احتراماً؟

جمعة, 02/21/2020 - 21:49

هو جدلٌ لم يُفضِ إلى الحقيقة الكاملة، ولم يتبيّن فيه الخيط الأبيض من الأسود، شهدته المنصّات الجزائريّة، على خلفيّة وقوف رئيس اللجنة الأولمبيّة مصطفى براف للنشيد الإسرائيلي أو نشيد دولة الاحتلال، وذلك خلال مُشاركته في بطولة الجودو بالعاصمة الفرنسيّة باريس.

الفيديو كان قد بثّته قناة “نوميديا” الجزائريّة الخاصّة، وقالت القناة إنّ براف قد وقف لعزف النشيد الإسرائيلي، وقد ظهر في مقطعها بالفعل وهو يقف مُنتصباً، بعد فوز اللاعب الإسرائيلي بالميدالية الذهبيّة في المُسابقة، حيث يجري عزف النشيد الوطني للدولة الفائزة بروتوكوليّاً.

موضع الغضب الجزائريّ، يأتي من خلفيّةٍ وطنيّةٍ راسخة في هذا البلد التاريخي الثوري، حيث يُجمع الجزائريّون على حبّ فلسطين، وقضيتها، ويرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب المُحتل لفِلسطين، وبالتّالي من الصّعب عليهم الاعتراف بدولة غير فلسطين، وبالتالي بغير نشيدها، والدولة التي تحتلها، والجزائر الرسميّة أيضاً لا تعترف بإسرائيل، في حين أنّ بعض العرب لا يعرفون كلمات ذلك النشيد، ويُقيمون سلاماً مع إسرائيل التي تدعو إلى قتلهم، واستباحة بلادهم، وإراقة دمائهم في نشيدها المزعوم.

القناة بطبيعة الحال التي بثّت الفيديو، تعود مُلكيّتها لرجل الأعمال محي الدين طحكوت، وهو مُتّهمٌ بقضايا فساد، وهي الثغرة التي دخل منها المُدافعون عن براف، وقالوا إنّ القناة قد تلاعبت بطريقة وقوف براف، فأظهرته كمن يقف خلال عزف النشيد عن طريق المونتاج للنشيد، حتى اللجنة الأولمبيّة سارعت لتكذيب الفيديو.

بعض النشطاء قاموا بنشر الفيديو كاملاً، وأكّدوا أنّ براف قد وقف خلال عزف النشيد، لم تتمكّن “رأي اليوم” من رصد الفيديو الكامل، فجميع المقاطع أُدخل عليها لمسات من المونتاج.

وهذا الوقوف الجزائري إن صح، فيعد سابقة في تاريخها، فالجزائر ترفض اللعب أمام لاعبين إسرائيليين، وتنسحب من البطولات في حال حتّمت عليها القُرعة التواجه مع لاعبين إسرائيليين، وهو ما دفع بالبعض إلى المُطالبة بمُحاسبة المسؤول الأولمبي في حال ثبوت وقوفه احتراماً لنشيد الدولة المزعومة إسرائيل، وفصله من منصبه.

مصطفى بيراف ذاته، رد على الاتّهامات بالقول، إنّ الصور مُركّبة، وردّه عليهم سيكون عبر العدالة، وأنّ من نشر تلك الصور لديه أغراضٌ شخصيّة، ولديهم نوايا سيّئة تجاه اللجنة الأولمبيّة، فيما لم يصدر تعليق رسمي جزائري حتى كتابة هذه السطور.