المغرب يعلن رفضه للتدخل الاجنبي في ليبيا

أربعاء, 01/08/2020 - 19:29

اعلنت المملكة المغربية عن موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في ليبيا، معربة عن انشغالها العميق، وذلك غداة التصعيد الذي يعرفه هذا البلد، وتلويح تركيا بالتدخل عسكريا في النزاع الدائر بين قوات المشير خليفة حفتر والقوات حكومة الوفاق.

وقالت الرباط أنها ترفض أي تدخل أجنبي، بما في ذلك التدخل العسكري بالملف الليبي، “مهما كانت أسسه ودوافعه وفاعلوه”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن قبل بضعة أيام أن وحدات من القوات التركية بدأت في التحرك إلى ليبيا.

وجاء في كلام أردوغان أنه امر بتوجيه قوات بلاده الى ليبيا لدعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا. وجاء ذلك بعد موافقة البرلمان التركي بأغلبية على مذكرة تفويض للحكومة لإرسال قوات إلى ليبيا.

وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة، أن التدخلات الأجنبية لم تعمل إلا على تعقيد الوضع بليبيا، وإبعاد آفاق حل سياسي بالبلاد، وتكريس الخلافات الداخلية وتهديد السلم والأمن بمنطقة المغرب العربي برمتها.

ونقلت وسائل اعلام مغربية عن بوريطة، أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في ليبيا، و أن الحل “لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، ويكمن في التوافق بين الفرقاء الليبيين، في إطار المصلحة العليا لليبيا وللشعب الليبي”.

وأشار المتحدث الى مؤتمر مدينة الصخيرات (قرب العاصمة الرباط) المنعقد في 2015 الذي تمخضت عنه مخرجات الحوار، التي يتشبث بها الموقف المغربي، باعتبار الحل السياسي يمر عبرها من خلال مرحلة انتقالية، يضيف المتحدث، أن الأطراف الليبية تحتاج الى “تعزيز هذا الاتفاق وتجويده إن لزم الأمر”.

بوريطة، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي، قال أنه لا يمكن لليبيا أن تتحول إلى “أصل تجاري” سياسي يخدم المؤتمرات والاجتماعات الدبلوماسية بدلا من أن يخدم الحاجة الحيوية للشعب الليبي في السلم والأمن.

ونقلت وكالة الانباء المغربية عن وير الخارجية المغربي دعوته المجتمع الدولي لمواكبة ليبيا في مسار اتفاق سياسي وإبعادها عن تجاذبات الأجندات الأجنبية والتي لا علاقة لها بالمصلحة العليا للشعب الليبي، وفق تعبيره.

وجددت الرباط، على لسان وير الخارجية، دعوتها إلى “حسن التقدير وضبط النفس واحترام الوحدة الترابية لليبيا ومصلحة الشعب الليبي”.

وليبيا التي تعيش فوضى أمنية منذ اغتيال الزعيم الراحل معمر القذافي، في 2011، تتنازعها المليشيات المسلحة، اضافة الى حرب شرسة بين قوات حكومة طرابلس التي يقودها فائز السراج المدعوم من تركيا، والأخرى المدعومة من الامارات والسعودية ومصر الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة طبرق.

وأعلنت القوات الموالية لحفتر المعروفة باسم “الجيش العربي الليبي” سيطرتها على مدينة سرت الاستراتيجية شمالي البلاد الواقعة قرب منطقة الهلال النفطي الغنية بالموارد الطبيعية.

ويجتمع اليوم الأربعاء، بالقاهرة، وزراء خارجية خمس دول، هي إيطاليا ومصر وفرنسا واليونان وقبرص لبحث الخطوة المقبلة حيال التطورات المتسارعة للأزمة الليبية.