موقف جديد للجزائر من قضية الصحراء الغربية

جمعة, 12/20/2019 - 08:25

أعلن الرئيس الجزائري المنتخب عيد المجيد تبون، الخميس، أمام ممثلين عن الأسلاك الدبلوماسية، من بينهم المغرب، عن موقفه بوضوح من ملف الصحراء، معتبرا هذه القضية التي طال أمدها أنها “مسألة تصفية استعمار، وهي قضية بيد الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ويجب أن تبقى بعيدة عن تعكير صفو العلاقات مع الأشقاء في المنطقة المغاربية”.
وفي كلمة، خلال مراسيم التنصيب، تحمل اشارات بليغة الى الجار الغربي، قال تبون أنه “بخصوص العلاقات الأخوية، والتعاون مع كل دول المغرب العربي، لا يلقى منا أشقاؤنا أبدا ما يسوؤهم أو يعكر صفوهم”.
تصريحات الرئيس الجزائري بشأن الاتحاد الإفريقي في مسألة الصحراء، اعتبرها متابعون مغاربة أنها تخالف التوجه الرسمي للمغرب، الرافض لدخول الاتحاد الإفريقي في حل قضية الصحراء ولا يقبل سوى بالأمم المتحدة كوسيط، فيما ينادي بانضمام الجزائر كطرف في الحوار.
وتجدر الاشارة الى أن العاهل المغربي محمد السادس، دعا الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، إلى فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء، وذلك في برقية تهئنة بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في الجزائر.
وقال محمد السادس في برقية أرسلها إلى الرئيس الجزائري المنتخب “على إثر انتخابكم رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يطيب لي أن أعرب لكم عن أصدق التهاني مقرونة بتمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية”.
والحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ 1994، وسط خلافات سياسية بين البلدين، أبرزها ملف الصحراء، بعد نزاع منذ 1975 بين المغرب وجبهة البوليساريو بعد انسحاب الاحتلال الاسباني للاقليم الصحراوي الواقع غرب الصحراء الكبرى.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، في حين تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.
الاهتمام المغربي موجه أيضا نحو المناطق الجنوبية، حيث تستعد جبهة “البوليساريو” الانفصالية لإطلاق مؤتمرها الخامس عشر، اليوم الخميس، في منطقة تيفاريتي في المنطقة العازلة من الصحراء التي يتشبث المغرب بمغربيتها.
وكشفت البوليساريو، اليوم، أن وفودا أجنبية، من دول غانا، وأنغولا، ونيكاراغوا، والإكوادور، وسويسرا، وإسبانيا، بالإضافة إلى ممثلين من جنوب إفريقيا، والسلفادور، وألمانيا، وكوبا، والبرازيل، واليابان، ونيجيريا، وأوغندا، وصلت إلى تيفاريتي للمشاركة في مؤتمرها.
وانطلقت اليوم الخميس أعمال المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو، المنعقد ببلدة التفاريتي، والذي يتابعه المغرب بغضب وسط تلميحات الجبهة بالعودة الى الحرب.
واستعرض إبراهيم غالي، أمين عام الجبهة، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، ما وصفها بالمكاسب المهمة المحققة “في مجالات البناء التنظيمي والمؤسساتي، خاصة ما تعلق بالاستعداد القتالي للجيش وجاهزيته، وفي الميدان الدبلوماسي والعلاقات الدولية”.