ربى يوسف شاهين: الدور التركي في ملفي إدلب وشرق الفرات

أحد, 12/01/2019 - 09:07

ربى يوسف شاهين
حقائق كثيرة تؤكد أن التدخل النظام التركي في سوريا، بات مكشوفاً لدى المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة. وما بين تموضعها كطرف في مذكرة سوتشي ومنصة استانا، وبين وجودها كمحتل للأراضي السورية عبر ادواتها الإرهابية الممثل بجبهة النصرة، وغيرها من الفصائل ذات التسميات المتعددة،  تتعمد لعب ادوار عدة تتمثل في:
*الدور الأول: لاعب اساسي في الحل السياسي للحرب على سوريا، عبر اجتماعاتها التي تتم في نور سلطان “استانا”، والذي يُشكل لها فرصة لتبرير دورها المُبيت منذ اللحظات الاولى للحرب على سوريا، وانتشار إرهابيها على مساحة الارض السورية.
*الدور الثاني والاساسي والذي عمدت على تركيب استراتيجيتها وفقه، هو الزج بالفصائل الإرهابية وتقديم الدعم الكامل لها لتحقق، ما تقوم به الآن من فكرة المنطقة الأمنة، والتي تتذرع بإنشائها لتوطين اللاجئين السوريين لديها، والحقيقة انها تحاول قضم المساحة التي تمتد من جرابلس إلى عفرين إلى رأس العين، وصولاً لإدلب، وتقوم بتوطين عائلات مجموعاتها الإرهابية كبديل لأهل المنطقة التي تعتدي عليها. كل هذا في إطار التغيير الديمغرافي الذي تنتهجه تركيا، مخالفة بذلك قوانيين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
*الدور الثالث: إطالة امد الحرب على سوريا لتقويض انتصار الجيش العربي السوري والقيادة السورية، لان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يحاول الانتقام من الهزيمة الكبيرة، التي مُني بها في حلب، وتساعده بذلك الولايات المتحدة.
*الدور الرابع: التذرع بمسالة الامن القومي لتركيا وتهديد الكرد السوريين لها، والتي ثبت زيف ادعاءاتها، وذلك عبر تعاملات تتم مع مجموعات من ميليشيا قسد، تقوم ببيع النفط السوري لها عبر معابر غير شرعية، كمعبر الوليد الذي يتصل بالأراضي العراقية من مدينة الحسكة، وكذلك بمساعدة المحتل الأمريكي لآبار النفط السورية في الشمال الشرقي من سوريا.
*الدور الخامس: العمل على المنافسة الدولية التي تتفاقم في المنطقة وإظهار تركيا كدولة ذات قوة اقليمية في المنطقة، فتصبح في عداد الدول التي يُحسب لها حساب في منطقة الشرق الاوسط، وتصبح في صفوف القوى العظمى كروسيا وامريكا، والأهم انها تشكل اليد اليُمنى للصهيونية الامريكية في المنطقة، وبالتالي الحامي الاول لإسرائيل.
هذه الادوار تثبتها ساحة الميدان السوري، والحقائق على الارض من افواه المواطنين السوريين المقاومين، الذين يشاهدون ويتعرضون لانتهاكات العدوان التركي من جرف منازلهم كما في مدينة رأس العين، وقرية المشرافة، وترحيلهم من منازلهم وتوطين عوائل المجموعات الإرهابية، وخطف الشبان في قرية الحمامات والقاطوف الواقعتين على طريق السفح برأس العين شمال سوريا، وتقوم بتعزيز نقاط عسكرية لها في قرية الحمامات وترفع العلم التركي على اسطح نقاطها، كما تقوم بنصب ابراج اتصالات تركية في منطقة راس العين، وتنقل كتب مدرسية من تركيا إلى مدارس المدينة.
تسبب الاحتلال التركي بنزوح اهالي راس العين وعلى مرمى واعين المجتمع الدولي، الذي يعقد اجتماعاته للنظر بالوضع في شمال شرق سوريا، ولكن وكما قال مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري لجهة ” ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء باحترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها”، و وتساءل الجعفري: “متى ستتوقف حكومات دول في مجلس الأمن وخارجه عن رعاية الإرهاب في سوريا؟”. وذلك في إشارة واضحة إلى الدور التركي الارهابي في سوريا.
في المحصلة، رغم محاولات المحتل التركي والامريكي لإطالة الحرب على سوريا، والعمل على محاولة عرقلة الانتصار السوري، فإن القيادة السورية والجيش العربي السوري والشعب السوري مصمم على القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، وتحقيق السيادة الوطنية على كامل التراب السوري،  فأرض الجمهورية العربية السورية كانت وستبقى ملك لشعبها وجيشها وقائدها.