مشاركون في منتدى الاستثمار السعودي يتجنّبون الأضواء

خميس, 10/31/2019 - 00:48

 يتجاذب مسؤولو شركات من وول ستريت الحديث في فندق فخم في الرياض، الحديث على هامش مشاركتهم في أعمال “مبادرة مستقبل الاستثمار”، في تناقض واضح مع ما حدث العام الماضي عندما تمت مقاطعة المؤتمر بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

لكن رغم الحضور الكبير، فضّل البعض إبقاء البطاقات التي تحمل أسماءهم بعيدة عن الأنظار، بما أوحى بأنّ الجريمة التي وقعت في قنصلية المملكة في اسطنبول، لا تزال تخيّم على المؤتمر وإن بشكل أقل بكثير من العام الماضي.

واحتشد المؤتمر بالمشاركين الذين حضروا من دول غربية، مقارنة بالحضور في العام الماضي والذي طغى عليه المشاركون من دول عربية ومن السعودية، بعد مقاطعة عالمية إثر مقتل خاشقجي.

وتسبّبت عملية قتل الصحافي الذي كان يكتب مقالات رأي منتقدة لسياسات الأمير محمد في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، بواحدة من أسوأ أزمات الدولة المصدرة للنفط.

وقُتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر العام الماضي.

وقال مدير تنفيذي أميركي في مجال المالية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه إنّ “الأبرز (من بين المشاركين) هم الأشخاص الذين قدموا للمؤتمر في نسخته الأولى (عام 2017)، وقاموا بمقاطعته العام الثاني، وعادوا الآن للمشاركة في نسخته الثالثة”.

وأضاف “الأمر يبدو وكأنهم يمنحون ختم الموافقة الخاص بهم، ويقولون للآخرين +لا بأس بالعودة إلى السعودية+”.

وكان التنفيذي يشير بشكل واضح إلى لاري فينك، الرئيس التنفيذي لقسم الأصول في شركة “بلاك روك”، وستيفن شوارتزمان من شركة “بلاك ستون”، وقاما بالمشاركة في جلسات أشادت بالإصلاح في المملكة.

وحظي ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان بثناء المشاركين. وتحدّث في المؤتمر كل من من رجل الأعمال الهندي موكيش آمباني إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي جاير بولسونارو.

ولكن على الرغم من الإشادات على المسرح، فإن الكثير من الحضور تجنبوا الظهور في مقابلات إعلامية.

وحاول البعض إخفاء بطاقات اسمائهم خلف ربطات العنق أو المعاطف، وتردّد آخرون في منح الصحافيين بطاقات عملهم.

من جهتهم، سعى المنظمون السعوديون إلى تجنب تدقيق وسائل الإعلام، ومنعوا الصحافيين الذين حملوا كاميرات من دخول قاعة المؤتمرات الرئيسية ومن حفل عشاء نظم على شرف المشاركين.

وقال راين بول الباحث في مؤسسة ستراتفور الأميركية إن “التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلّها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، انتهى. ليس لدى العديد من الحاضرين أي مانع في التقرّب من السعودية”.

وتابع “اولئك الذين لا يرغبون في المخاطرة، ظلوا بعيدين”.

– “إمكانية هائلة”-

تضرّرت صورة الرياض في الخارج في أعقاب جريمة قتل خاشقجي التي نفّذها سعوديون قدموا من المملكة خصيصا لذلك.

وحضر عدد كبير من مسؤولي شركات في وول ستريت بينما تترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة أرامكو النفطية السعودية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.

ورأى أحد هؤلاء المسؤولين في شركة لتصنيع المعدات الهندسية ومقرها سنغافورة، أن “هناك إمكانية هائلة”. وأكد لوكالة فرانس برس “هذه السعودية وأرامكو- لا يوجد أمر أكبر من هذا”.

وحضرت أكبر شركات التكنولوجيا العالمية وشركات من هوليوود المؤتمر هذا العام. بينما تغيبت شركات إعلامية عالمية عن الحدث بعدما دعمت الحدث في الماضي.

ولم يتردد البعض في البحث عن الصفقات في المؤتمر.

وأكد كريستيان جيانيني من شركة “01” الأوروبية للاستثمار في مجال التكنولوجيا أنه غير قلق من القدوم إلى السعودية، نافيا أن يؤثر ذلك على سمعة شركته.

وبحسب جيانيني، فإن شركته حصلت على رخصة من الهيئة العامة للاستثمار في المملكة لتأسيس صندوق استثمار في مجال التكنولوجيا بقيمة ملايين الدولارات.

وأرسلت شركة “كي بي أم جي” للاستشارات التي تعمل مع السعودية، 25 مسؤولا تنفيذيا لتمثيلها في المؤتمر، مقارنة بخمسة فقط العام الماضي، حسبما أفاد مسؤول في الشركة.

وتم استخدام تقنيات للتعرف على الوجوه عند دخول المشاركين إلى الفندق.

وعرضت مجموعة من الرجال الآليين المتحدثين ومكانس آلية لتنظيف المنطقة أمام الحضور أيضا.

ورأى رودولف وايلز، من شركة “ارماليا بارتنيرز” للاستشارات الذي حضر المؤتمر بنسخه الثلاث أنه “من الأفضل مساعدة السعوديين في بناء مستقبلهم بدلا من الجلوس وعدم القيام بشيء والشكوى”.

وأضاف “لا أتردد في الحضور إلى هنا”.