عن المرشحين (قراءة تحليلية في شخصيات المرشحين )

أربعاء, 04/03/2019 - 01:26

الشيخ المامي

قبل الخوض في التقييم ، ألفت عناية الأصدقاء الى انه تقييم من وجهة نظر شخصية ، غير ملزم لغير من كتبه ، هذا إن كان يلزمه أصلا.

1- غزواني

يحظى ولد الغزواني ب cv لا بأس به من حيث شخصيته كضابط في الجيش البري ، كما يحظى بنفس المستوى تقريبا على مستوى الدراسة والتوثيق ، أما على مستوى ضبط الأمن وقيادة وبناء الجيش فقد حظي بنسبة لا تقل عن 8/10 حيث تطورت امكانيات وقدرات الجيش والشرطة في الفترات التي كان قائدا لجهازيهما.
يتحدث البعض أيضا عن علاقات واسعة له على المستوى الديبلوماسي حيث يحظى بقبول من قبل الفرنسيين والسعوديين وفسطاطهم.
وعلى مستوى قيادة الدولة فإنه يشكل استمرار لرئاسة عزيز ، لأن (المحمدان) وجهان لعملة واحدة ، لذلك فإن من يرى بأن فترة عزيزي كانت فترة مكاسب ، فعليه دعمه حسب رأيي ، أما من يرى غير ذلك ، فالسير في فلك الغزواني هو استمرار لنفس النهج الحالي بخيره وشره ، وبالتالي يجب أن يبحث عن بديل.

الملاحظة : مرشح الطامعين
---------------
2-بيرام

يشكل انتخاب بيرام كرئيس لموريتانيا قطيعة مع عصر الاستعباد ، وهذه أكبر المكاسب ، التي ستجنيها الدولة والشعب من انتخابه كرئيس ، كما أن دور القبيلة والزعامة التقليدية ، والهيكلة التقليدة للمؤسسة الإجتماعية ربما تشهد هزات تعيد رمانة ميزانها إلى حالة أكثر عدلا.
أما من ناحية تقييمه الشخصي ، فإن أدائه على المستوى السياسي ربما يكون متواضعا ، كما ان علاقته بالمؤسسات السيادية ربما تشهد الكثير من الأزمات ، حيث تربى في مدرسة الحقوقيين وهي مدرسة مواجهة ، عكس قرينتها السياسية التي تقوم على المجاملة.
أما على المستوى الديبلوماسي فلن يكون أسوء من ترأس موريتانيا بل إن علاقاته بالغرب وإفريقيا ربما تشهد تطورا ملفتا ، في نفس الوقت الذي ستتراجع علي المستوى العربي ، كما أن الصفقات ربما تكون أكثر شفافية ، والعدالة أكثر حيادا.
لكن الشيء المقلق حول بيرام هو أنه لا يحظى بالقبول التام من بعض الشرائح كما أنه من أكثر المؤهلين للدكتاتورية ، فقد تربى على مكانة "الزعيم" وهو مجرد رئيس حركة غير مرخصة ، ما يطرح تساؤلا عن ماذا سيكون عليه الحال لو كان رئيسا لبلد أكثر ما يتقن أهله هو صناعة الزعيم..؟

الملاحظة : مرشح المهمشين
-----------
3- ولد ببكر

عبر كل المدارس الحكامية ، وتمرس فيها سياسيا وديبلوماسيا وماليا ، ما ترك لديه كومة وتراكمات تؤهل صاحبها للقيادة أكثر من غيره من المنافسين ، حظي بقبول لدى مختلف الشرائح فلا يوجد موقف سلبي مبيت ضده.
من ناحية cv يعد أكثر المرشحين كتكنوقراطي ممارس ، لكن شبها بالمشاركة والتمالؤ مع أنظمة غير مثالية أو لنقل "فاسدة" في نظر الكثيرين هي ما يعكر صفو ذلك ، لكن من يلتمس العذر له من مناصرين ، يرون أن الفترة الوحيدة التي كان فيها طليق اليدين هي الفترة الانتقالية الألى ، والتي كانت اياما مضيئة في تاريخ البلد الحاضر.

الملاحظة : مرشح الطامحين.
---------
4- ولد مولود

لو أراد القدر لموريتانيا أن يحصل فيها التغيير بمعناه الكامل وبما تتضمنه كلمة تغيير من معان سامية لنجح ولد مولود ، أو بيرام ، لكن يبدو أن قدر التغيير لم يلح بعد في الأفق.
في فن مقارعة الأنظمة الشمولية يتربع ولد مولود على عرش الصدارة ، من ناحية الكفاءة والتكنوقراطية دكتور وأستاذ جامعي ، من ناحية السياسية أترك لكم التقييم ، من الناحية الديبلوماسية وإتقان فن التفافض والاقناع حدث ولا حرج.
من ناحية القبول لدى الشرائح المختلفة ممتاز ، يعني بالمختصر المفيد مرشح كامل الأوصاف.
يتوقع لموريتانيا أن تتطور في عصره لتنافس بقوة ، كما يتوقع أن يترسخ مفهوم الدولة في عصرة وتتراجع أدوار القبيلة والمؤسسة الدينية السياسية ، كما أن الإجماع الوطني في عصره سيكون نادر الانخرام.

الملاحظة : مرشح الحالمين.
---------
تجدر الإشارة إلى أن ولد الغزواني هو أكثر المرشحين طمأنينة في مستقبله على تمرير القرارات نظرا لأنه يحظى بأغلبية برلمانية قد تعيق مستقبل منافسيه في حالما نجح أحدهم.
لكن ، تجدر الإشارة أيضا إلى أن احزاب السلطة في موريتانيا تتحلل عادة بعد رحيل مؤسيها من السلطة مباشرة ، وينصهر افرادها في تكتل جديد يناصر الرئيس الذي خلفه في السلطة ، ولذلك فلا قلق على مستقبل قرارات أي من المرشحين في حال فوزه.

#تحت_الميكروسكوب