السيناريو التالي ... محمد عاليون صمبيت

خميس, 03/07/2019 - 11:46

آثر "عزيز" الصمت في البداية، وفضل عدم الدخول بشكل مباشر في لعبة المقارنة التفضيلية بين وزيره السابق مع صديق دربه الحالي.

كان الرجل ينوي الخروج بمكاسب تعزز من موقفه وتظهر حاجة الأطراف إليه - في حال تصارعت- ليكون الحكم في ما شجر بينهم، ولا بد أنها خطوة قد يراها البعض ذكية تتيح له اسمرار نفوذه وبسط سيطرته على أروقة الحكم من وراء الكواليس.

كان عازما على ذلك من خلال تصريحه قبل الأخير الذي نفى فيه ترشيحه لود الغزواني- ونحن نعلم جيدا أن الأمر تم بتدبير منه. فلم يكن من الهين عليه التخلص من أحد أمناء أسراره وبالذات ملاي ولد محمد لقظف. لكن الأحداث جرت بوتيرة سريعة ولم يعد مع تلك السرعة الفائقة إلا اتخاذ مواقف حاسمة لا تمت بصلة للحياد الإيجابي- كما اتضح من خلال النتائج التي لم تعد قابلة للتأويل على موقفين.

كانت قصة المليارات المجمدة السبب المباشر.
لقد أصبحت تلك القصة واقعا يفرض ذاته،وتحد للرئيس المنتهية مأموريته، كما أنها تجعل حظوظ ولد الغزواني تتضاءل باعتبار شراكته التاريخية طوال السنوات العشر المنصرمة، خصوصا بعد الإجراءات الأخيرة المتعلقة بزيادة تكاليف الصحة فضلا عن الأوضاع المعيشية الصعبة.

نعتقد في هذه الأسطر أن أطرافا ضمن جناح محمد ولد الغزاني استغلت سانحة "تبييض الأموال" لصالحها.
فروجت "لدعاية سرية داخلية" مفادها أن صديقهم المغاضب(ولد محمد لقظف) وداعموه من وراء تلك القصة- ونحن نعرف جيدا خلفية الرئيس عزيز العلمية والمهنية، إذ من السهل جدا عليه الإنقياد عاطفيا وراء تلك الادعاءات واتخاذ موقف أكثر وضوحا... وهذا ما حدث بالفعل.
إنه خبث السياسة واستغلال الفرص أمام الخصوم، فحتى و لو كان ولد محمد لقظف بريئا براءة الذهب من دم يوسف، فإن المنطق -من جانب عزيز- يأبى تبرئته.
وقد أصبح الآن واضحا أن "أغلبية" حزب الإتحاد من الجمهورية ستنقاد وراء رغبة ولي نعمتها، فإننا لا نراه يبقى الآن ل ولد محمد لقظف من شأن سوى الإندماج المخزي جدا مع أصدقاءه التاريخيين وتقديم قرابين، عله يمن بصك غفران عليه!! أو اللجوء للسيناريو الموالي وهو؛ إما الذهات إلى "المعارضة" أو الترشح كمستقل ويجمع من حوله طيف سياسي جديد بالإضافة إلى رأسماله الرمزي التقليدي، علما أننا نرى في تأجيل المعارضة إعلان مرشحها هو انتظار خطوة مثل هذه.