الإعلام العبريّ: حماس أطاحت بليبرمان الذي لا يتعدّى كونه كاريكاتيرًا

خميس, 11/15/2018 - 13:42

اليوم انفو : رأى العديد من المُحلّلين في الإعلام العبريّ أنّ ليبرمان لا يتعدّى كونه كاريكاتيرًا، فيما قال آخرون إنّ تواجده في وزارة الأمن لن يترك أيّ بصمةٍ على السياسة الأمنيّة للدولة العبريّة، فقد خرج من الوزارة كما دخل، ولكن بالمُقابِل، وجريًا على عادته الانتهازيّة بامتياز، حشر رئيس الوزراء في الزاوية، الأمر الذي قد يدفع بنيامين نتنياهو، إلى تقديم موعد الانتخابات العامّة في إسرائيل، وذلك على خلفية تضعضع الائتلاف الحاكِم ورفضه المُطلَق إسناد حقيبة الأمن لوزير التعليم، نفتالي بينيت، الذي طالب بها، بصفته زعيم حزب (البيت اليهوديّ)، الشريك في الائتلاف الحاكِم.

جديرٌ بالذكر أنّ استطلاعات الرأي العّام، التي تمّ إجراؤها مؤخرًا في إسرائيل تُشير بوضوحٍ إلى تراجع قوّة ليبرمان لدى الجمهور اليهوديّ، فيما أكّدت استطلاعات أخرى أنّه وحزبه (يسرائيل بيتينو)، لن يجتازا نسبة الحسم، علمًا أنّه قبيل انتخابات العام 2013 هو الذي قدّم اقتراح القانون لرفع نسبة الحسم، بهدف منع العرب من الوصول إلى الكنيست، والآن يعود هذا القانون إليه ككيدٍ مُرتّدٍ عليه وعلى حزبه، الذي لا يُخفي بالمرّة كره وعداؤه للعرب.

ليبرمان (60 عامًا) المُستجلب من الاتحاد السوفيتي سابقًا في العام 1978، متزوّج وله ثلاثة أولاد، ويقطن في مستوطنة (نوكديم) بالقرب من مدينة بيت لحم المُحتلّة، بالضفّة الغربيّة، واشتهر بأقوال التحريض والتصريحات العنصريّة ضدّ العرب بشكلٍ عامٍّ وضدّ الفلسطينيين بشكل خاصٍّ. وكان قد كرّرّ تصريحاته المثيرة للجدل ضدّ رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عبّاس، فاتهمه بممارسة ما وصفه بـالإرهاب السياسي على الصعيد الدوليّ ضدّ إسرائيل، مُعتبرًا أن عباس يتقاسم الأدوار مع قادة حركة حماس وهو أخطر منهم على هذا الصعيد.

وتابع ليبرمان قائلاً: عباس ليس معنيًا بالسلام وقد أطلق اسم يحيى عياش على الميدان الرئيس برام الله وينعت إسرائيل بدولة التمييز العنصريّ، ووصف السجناء الفلسطينيين بالمناضلين، وأضاف: هناك توزيع مهام بين إسماعيل هنية و عباس، ولست متأكّدًا أيهما أخطر علينا، قال ليبرمان.

وكان ليبرمان بعث مؤخرًا وثيقة إلى نتنياهو قال فيها إنّ مصر أخطر على إسرائيل من إيران بسبب الثورة المصرية في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وتغيير الحكم، وأنّه يجب حشد المزيد من قوات الجيش الإسرائيليّ عند الحدود معها.

ونقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن ليبرمان قوله في رسالته إنّ الموضوع المصريّ مُقلقٌ أكثر بكثيرٍ من القضية الإيرانيّة، لكون مصر هي الدولة العربيّة الأكبر التي لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، على الرغم من اتفاقية السلام بينهما. وأضاف أنّه على أثر التطورات بمصر يتعيّن على إسرائيل اتخاذ قرارٍ سياسيٍّ شجاعٍ وإعادة بناء الجبهة الجنوبيّة للجيش الإسرائيليّ بواسطة إعادة إقامة الفيلق الجنوبي الذي تمّ تفكيكه في أعقاب اتفاقية السلام، وإقامة أربع فرق عسكرية لنشرها عند الحدود الجنوبية، ورصد الميزانيات المطلوبة وتجهيز رد الفعل الإسرائيلي لاحتمالات قد تحدث في المستقبل.

وكان الصحافي، عمانوئيل روزين قد كتب مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرونوت) قال فيه إنّه يصعب أنْ يأخذ أيّ فردٍ في المشهد الإسرائيليّ وحتى في الوطن العربيّ وفي العالم كلّه تصريحات ليبرمان على محمل الجد. وأضاف أنّ بطل التصريحات الناريّة الذي ربح خمسة عشر مقعدًا في الكنيست بسبب كرهه للعرب، هذا الكره الذي تفوّق على كره كلّ المحيطين به . وتابع: يراه كثيرون كشخصٍ ثانويٍّ ليس له نفوذًا، وفي الأسوأ فهو مُهرّج ، وهو يُستخدَم لطعن إسرائيل والإساءة إلى نتنياهو.

فهو يُهدّد إيران تارةً بالقصف، أضاف الصحافيّ الإسرائيليّ، ويُهدّد مصر بضرب السدّ العاليّ، ويُهدّد سوريّة تارةً أخرى بإقصاء عائلة الأسد عن الحكم، لافتًا إلى أنّ ليبرمان تحوّل إلى مُهرّجٍ وسفّاحٍ، وهو صيغة أخرى ونموذج آخر مثل نموذج الحاخام عوفاديا يوسف، ففي كل بضعة أسابيع كان يُصرح الحاخام تصريحات تُحدث صدمة، وتدعو للضحك، تنشرها الصحافة بإثارةٍ ودهشةٍ حول العرب، المسلمين، النساء والشواذ واليساريين يستقبلها الجمهور ببسمة تسامح. غير أننّا، تابع روزين، في حالة ليبرمان نستقبلها بنفورٍ وامتعاضٍ واشمئزازٍ.

وتساءل المُحلّل هل نتنياهو جبان إلى هذه الدرجة؟ أنا أتجاهل محاولات ليبرمان لإشعال الساحة، وأنا مقتنع بأنّ القيادة السوريّة لن تُحرّك دباباتها على حدودنا وتستدعي الاحتياط حينما تسمع تهديدات ليبرمان. وأكدّ على أنّ الخطر يكمن في أنّ مَنْ يسمع تهديدات ليبرمان يظن أنّه يتحدّث باسم نتنياهو، فبدلاً من أنْ يُسكِت نتنياهو وزير أمنه أوْ يطرده، يقوم بالردّ ردودًا مُبهمةً لا تظهر معارضته لما يتفوه به ليبرمان، على حدّ قول روزين.

جدير بالذكر أنّ ليبرمان زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) رفض  الاعتذار عن تصريحاته البذيئة في حق الرئيس المصري المعزول حسني مبارك، على خلفية عدم قيامه بزيارة إسرائيل، قائلاً: “فليذهب إلى الجحيم”. وهاجم ليبرمان المسؤولين الإسرائيليين الذين قدّموا اعتذارات لمبارك، واصفًا إياهم بالمُداهنين ومطالبًا إيّاهم في المُقابل بالاعتذار عن توقيع اتفاقيات أوسلو والانفصال عن قطاع غزة عام 2005. علاوةً على ذلك، كان ليبرمان قد هدّدّ بقصف السدّ العاليّ وإغراق مصر بالمياه.

بالنسبة لفلسطينيي الداخل لا ينفّك ليبرمان عن التحريض عليهم، وطلب نقل السواد الأعظم منهم بترحيلٍ جماعيٍّ إلى مناطق السلطة الفلسطينيّة، كما أنّ صرح عن الفلسطينيين في إسرائيل، الذين يعتبرهم غيرُ مُوالين للدولة العبريّة بأنّهم يستحّقون قطع رؤوسهم بالفأس، بحسب تعبيره، وطالب اليهود بمُقاطعة منطقة المُثلث داخل ما يُسّمى الخّط الأخضر لأنّ سُكّانه يتماثلون مع أعداء إسرائيل، وفق كلامه.