المرشحون و المرشح الأخير

جمعة, 11/09/2018 - 10:32

الشيخ الحسن البمباري 
عندما تم تعيين الفريق محمد ولد الشيخ الغزواني وزيرا للدفاع في حكومة ما بعد واقعة الشوط الثالث؛ عادت الكثير من المؤشرا الى نقطة الصفر بشأن خروح الرئيس محمد ولد عبد العزيز من القصر الرئاسي.
هذه المؤشرات التي اكدت في اكثر من مرة ترشيح ولد الغزواني لخلافة ولد عبد العزيز؛ كانت تطرح سيناريو التقاعد ثم للترشيح لرجل شرق البلاد الوازن؛ ولكن التقاعد و التوزير ضرب بالتوقعات عرض الحائط.
في الظروف الحالية لا تبدو سياسة السيناريوهات مهمة جدا في تحديد هوية رجل النظام المقدم في المرحلة القادمة لمعترك 2019؛ ومع ان قضية عزيز حسمت رسميا فان ولد الغزواني في مختلف المواقف التي كان فيها تحت التجريب خرج منها بنتائج مهمة على صعيدي رجل الظل و رجل العلن .
فازمة رصاصة الرئيس التي كانت هي السبب في وقوف المعارضة بصعيد المطالبة برحيل الرئيس المصاب بحجج يلخصها قسم جميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للاصلاح و التنمية حينها؛ 
اكدت تلك الحادثة ان ولد الغزواني سيكون له شان في المرحلة القادمة، فهو من قام على لملمة واحدة من اكبر قصص المرحلة حتى اليوم اذ ما زال سؤال من وكيف اصيب الرئيس ؟ مطروحا دون اجابة .
وسط هذا الضغط و اللغط اكد الرجل قضيتي الوفاء الفاعلية الادارية، في مؤسسة يروج عنها روعنتها الادارية للشان المدني، و عدم وفائها للاشخاص بدليل اسقاط معاوية ولد الطايع و سيدي و لد الشيخ عبد الله و الراحل المختار ولد داداه قبل ذلك، و تخيبها لامل احمد ولد داداه و معارضة اتفاق دكار .
هذا دون نسيان ملفات معقدة اخرى كان ولد الغزواني خلا خمسة عشر سنة مشرفا عليها بشكل مباشر، من قبيل ملف الارهاب في الساحل و فلول القاعدة في مجابات الصحراء الكبرى؛ و ملفات اخرى تنصف بملفات الظل هذه عادة يحكمها الترجيع الذي يقول ان الفريق القادم من مشخية الغظفية، يقوم بدور رجل كل المهات في عقدين من عصر الدولة.

متغير اخر يغيب كثرا هو الحركة التي قام بها بيجل ولد هميد، الذي ان كان له تصنيف فهو ضمن خبراء السياسة الذين من المستحيل ان ينسلخوا في منظومة مغادرة دون وجود ضمانات حقيقية على الاستمرار بطريقة ما؛ اي ان الغزواني او من يقوم مقامه سيكون حتما رجل الواجهة المقبل في مشهد يزداد تعقيدا يوم بعد يوم مع تزايد الرجال المحتمل دخول القصر الرئاسي يحملون صفة رئيس بعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

يتمتع ولد الغزواني بمستوى ما من القبول باعتباره رجل دولة و من الذين يدركون الكثير عن كيفية تحريك خيوط اللعبة ولكن السؤال ان كان هذا القبول يخوله ان يكون مرشحا قادرا على توحيد الشمال الكبلة حوله و في فلكه؟، يفرض اجابة اكثر تعقيدا تعتمد على قدرة مشروع الغزواني على تجاوز ولد عبد العزيز و ماذا يعرض فعلا في مرحلة وصل فيها صراع المركز مع قبائل و تجمعات مراحل متقدمة من التوتر و التنابز، القادر على تحويل حلم الفريق الى سراب مع اول عاصفة في منظومة حكمت لسنوات بتوازن المصالح مقابل خزانات انتخابية .

للعبرة : كانت حماة كرفاف تسعى جادة لمرافقة الركب، و في احد الايام جاء صهرها (كرفاف) وقال لها ان لا تقلق بشان الرحيل و ان تذبح له جملها ليتقوى به و انه هو سيحمل كل الامتعة على ظهره، صدقته و فعلت ما طلب.
و في يوم الرحيل جاء كرفاف وقد اكل الجمل؛ ثم بدات حماته بوضع الامتعة على ظهره حتى لم يتبقى منها الا حجرا كان للتيمم، سالت هل اضعه على ظهرك ام لا؟ .
فاجاب في هدوء تام لا يهم ان وضعته ام لا فانا لن ابرح مكاني هذا ابدا.