المغرب تعلن عن مساعي جدة لانهاء الازمة مع المغرب

أربعاء, 11/07/2018 - 09:33

اليوم انفو : 

وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، خطابا بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، استعرض فيه المقاربات التي أسندت للحكومة لمواجهة بعض التحديات الكبرى التي تواجه المملكة، ومن أهم النقاط التي تطرق لها الملك، العلاقات بين المغرب والجزائر، حيث دعا البلد الجار الى “حوار صريح وواضح” من خلال آلية للحوار تهدف الى تجاوز الجمود في العلاقات الرسمية بين البلدين العضوين في “اتحاد المغرب العربي الكبير”.

واعترف العاهل المغربي بأن “وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول”، لافتا الى أنه طالب منذ توليه العرش، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، مشيرا الى ان حكومته اعتمدت استراتيجية ناجعة للتعاطي مع القضايا الكبرى للبلاد تعتمد على ” الوضوح والطموح كمبادئ لسياستنا الخارجية” .

ونبه الملك في خطابه عشية الثلاثاء، الى ما وصفه بـ”واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي” والذي يتناقض مع المشتركات التي تجمع بلدان المغرب العربي من “أواصر الأخوة، ووحدة الدين واللغة، والتاريخ والمصير المشترك”.

وقال الملك أن هذا الواقع “لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية، والذي جسده، آنذاك، مؤتمر طنجة سنة 1958،” الذي يحتفل البلدان الأعضاء الخمس بذكراه الستين.

وفي هذا الاطار، ذكر العاهل المغربي بمساهمة المملكة المساندة للثورة الجزائرية في توطيد العلاقات بين “العرش المغربي والمقاومة الجزائرية”، وهو ما “أسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك” يُضيف الملك.

وتابع قائلا أن الشعبان قاوما الاستعمار معا، لسنوات طويلة حتى الحصول على الاستقلال، مشيرا الى أن “كثيرة هي الأسر المغربية والجزائرية التي تربطها أواصر الدم والقرابة”.

وأكد الملك على أن مصالح شعوب المنطقة في  حاجة الى الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة بين هذه البلدان.

ودعا الملك الى اعتماد الواقعية والاعتراف بأن وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول.

وأضاف العاهل المغربي قائلا “يشهد الله أنني طالبت، منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية”.

وأعلن أن بلاده تمد يدها الى الجزائر مؤكدا أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.

كما كشف عن إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين البلدين، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها.

وأضاف أن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين.

هذا، وتتمثل مهمة هذه الآلية، حسب ما أعلن عنه العاهل المغربي، في “الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات”.

وأكد محمد السادس على أن هذا المقترح من شأنه أن يشكل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية، فضلا عما تتيحه من امكانية لتعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لاسيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة.

وجدد الملك التزامه بالعمل مع الحكومة الجزائرية وذلك “في إطار الاحترام الكامل لمؤسساتها الوطنية”، مضيفا أنه اعتبارا لما يكنه المغرب للجزائر، من مودة “قيادة وشعبا” فإن بلاده لن تدخر أي جهد، من أجل إرساء العلاقات الثنائية على “أسس متينة، من الثقة والتضامن وحسن الجوار”، وذلك يضيف الملك “عملا بقول جدنا صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه”.

ويحيي المغرب سنويا ذكرى “المسيرة الخضراء” في السادس من تشرين ثاني/ نوفمبر احتفالا بالزحف البشري الذي أمر به الملك الراحل الحسن الثاني في مثل هذا اليوم من عام 1975، باتجاه الصحراء  للحملِ إسبانيا على تسليمها للمغرب.

ويتنازع المغرب مع جبهة البوليساريو حول الاقليم، حيث تقول الحكومة المغربية أن الجزائر تدعم الجبهة المطالبة بحكم مستقل للاقليم، وهو الوضع الذي أدخل العلاقات الرسمية بين المغرب والجزائر في حالة جمود وانسداد طيلة سنوات.