“دروز اسرائيل” في سوريا.. ما الرسالة؟

جمعة, 09/07/2018 - 08:04

الدكتور حسن مرهج

يوما بعد يوم تتوضح معالم الانتصار السوري أكثر فأكثر، هوانتصار لا تقتصر جوانبه على الناحية العسكرية أوالسياسية فحسب، بل أصبح الانتصار السوري الذي حققته الدولة السورية وجيشها مسارا واضحا لجملة من الوقائع والمعطيات التي ستحدد وبشكل واضح، معالم الشرق الأوسط الجديد، ولا شك بأن الخطوات التي ستلي الانتصار السوري ستكون برهانا واضحا على أن الحرب السورية كانت بهدف اقصاء سوريا من الدور الاقليمي، لكن هيهات، فقد تكسرت على أبواب دمشق الخطط والمؤامرات ولا زالت، واليوم وبعد ثمان سنوات من الحرب المفروضة على سوريا، تأتي الرسائل من كل حدب وصوب، هي رسائل تحمل معاني الانتصار الحقيقي، وتؤكد بأن سورية قيادة وجيشا وشعبا أكدوا للعالم أجمع معنى التضحية والفداء، ومعنى أن تكون سورياً، حتى أصبحت التجربة السورية مثالا في التضحية والوطنية لكل وطنيّ العالم .

للتذكير، فلا أحد يستطيع أن ينكر على سلطان باشا الأطرش ذلك القائد الوطني والمجاهد الثوري السوري الدرزي، قيادته للثورة السورية الكبرى ومعركة استقلالها عن الخطط  الانكليزية – الفرنسية عام 1925؛ ولا زالت كلماته ووصيته ترّن في آذان الوطنيين الأحرار في بلاد الشام، ومخاطباً أبناء جلدته من الدروز بالقول: “وصيتي لكم، إخوتي وأبنائي العرب هي أن أمامكم طريقاً طويلة ومشقة شديدة تحتاج إلى جهاد وجهاد: جهاد مع النفس وجهاد مع العدو… فاصبروا صبر الأحرار ولتكن وحدتكم الوطنية وقوة إيمانكم وتراصّ صفوفكم هي سبيلكم لردّ كيد الأعداء وطرد الغاصبين وتحرير الأرض.. واعلموا أن ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، وأن الإيمان أقوى من كل سلاح، وأن كأس الحنظل في العز أشهى من ماء الحياة مع الذل وأن الإيمان يُشحَن بالصبر ويُحفَظ بالعدل ويُعَزّز باليقين ويُقوّى بالجهاد” .

اليوم وفي تطور يعكس البُعد الأخر لمعنى الانتصار السوري، فقد  قام وفد رفيع المستوى من مشايخ الدروز في إسرائيل بزيارة إلى سورية، وتحديدا مدينة السويداء الجريحة والصامدة، فالرد الوطني الدرزي على إجرام وإرهاب الفصائل الارهابية التي كانت تتحرك بإشراف ورعاية اسرائيل ضد سوريا ووحدة جغرافيتها، هذا الرد جاء بمضامين الزيارة التي تؤكد بأن دروز اسرائيل هم على علاقة بالوطن الأم سوريا، وكل ممارسات الدول صاحبة العدوان على سوريا لن تستطيع ضرب اللحمة الوطنية، ومن حاول خلال سنوات الحرب على سوريا ترسيخ الطائفية، فبهذه الزيارة تتكسر كل المراهنات على تقسيم سوريا ” طائفيا “، وبوحدة ابناء سوريا في الداخل والخارج ستكون الدولة السورية سدا منيعا في قادم الأيام تجاه كل الخطط والمؤامرات .

زيارة اليوم هي ليست صك براءة لإسرائيل وتبرئتها من دعم الفصائل الارهابية، فالأمر يتجاوز ذلك، لأن مضامين الزيارة تحمل رسائل إلى جميع من حاول كسر الدولة السورية، فالتضامن مع سورية يُمثل رسالة استراتيجية تؤكد بأن الدولة السورية انتصرت، وكذلك فإن أبواب دمشق مُشرعة لمن يريد ولكن وفق السيادة السورية التي لا تُجزأ، ولا يمكن المساومة عليها، واللافت في هذا الزيارة بأن الاردن الذي كان شريكا في الحرب على سورية، يسمح اليوم لهذا الوفد بالمرور عبر أراضيه بعد أن كانت ممرات الأردن حِكرا على الفصائل الارهابية، ما يؤكد وبشكل واضح الانكفاء الأمريكي ومحورها المعادي ضد سوريا، فسوريا كانت ولا زالت وستبقى الحضن الوطني الحر لكل احرار وشرفاء العالم .