29 يوليو هل تنجح رموز الدينية في إحداث تغيير في مالي

سبت, 07/28/2018 - 21:44

شريف حمادي صو
منذ بداية يوليو من سنة 2018 اتجهت الأنظار الباحثين و الإعلاميين إلي جمهورية مالي التي ستشهد انتخابات رئاسية مفصلية كانت من المفروض أن تكون في سنة 2013 حيث دعمت القوي و المرجعيات الدينية بمختلف طرقها ابراهيم بوبكر كيتا الذي اخذ علي عاتقيه تحقيق السلام في شمال مالي توفير الخدمات الأساسية (التعليم والصحة والماء و الكهرباء وخفض أسعار مواد الغذائية ) و ترسيخ دولة القانون (العدالة والمساواة ) بناء مؤسسات الدولة لتتحقق الوحدة الوطنية .
إلا انه بعد أنستلم مقاليد الحكم ذهبت تلك الوعود إلي سلت المهملات لتأخذ جمهورية مالي منعطف جديدة لم تكن هذه القوي الدينية تتوقعها من مرشحهم كانوا يرون فيه مظاهر رجل دولة وسلم و شاكلتها.
لتبدأ مأساة الشعب بارتفاع باهظ للأسعار مواد الاستهلاكية تنخر هذه الشعب الضعيف الذي يعتمد في معيشته علي الزراعة كما تلتها حرب أهلية في الوسط المالي بإبادة عرقية الفلان التي حصدت مئات الأرواح من النساء و الأطفال وشيوخ و رجال في القري نائية في الوسط بذريعة انها حرب أهلية بين دوقون و الفلان الا الحقيقة هو عجز نظام كيتا في محاربة الإرهاب نتيجة لسياسته ضد مؤسسات دولة التي جعلها تقف عاجزة في ميادين المعارك .كل هذه العوامل و غيرها جعلت هذه القوي الدينية و لاول مرة في غرب افريقيا عموما ان تأخذ طريق مناهضة لدولة او النظام القائم في دولة المالي،بدأت القوي الدينية المتمثلة في اكبر طرق الدينية في مالي وهي الحموية بقيادة زعيمها روحي و خليفتها محمدو ولد شيخنا حماه الله و رئيس مجلس الإسلامي الأعلى في مالي بقيادة الشيخ محمود ديكو اللذاني بدأ يعياني الخطر المحدق ببلادهم وضرورة مواجهة هذا الخطر، الذي سيجر مالي إلي مستنقع مجهول في حالة استمر كيتا في قيادة دولة .
عندها بدأت القوي الدينية بخطوتها الجريئة ذالك بمساندة مرشح الذي يقدمه محمدو ولد شيخنا حماه الله وذالك لإعتبارات عديدة منها لعلمهم حاشاه ان يقع تحت تأثير المال او يسعي لسلطة او منصب في دولة.
ولعلمهم مسبقا بوطنيته وحبه لبلاده و خدمته لاسلام والمسلمين ودور الذي يبذله دوما في تحقيق السلام .
فإن هذا التيار الذي رشح عليون بوبكر جالو جاء بعد لقاءات عديد مع معظم المرشحين الذين زارو الخليفة الحموية في مدينة ينور ليحظوا بتأيد الشيخ محمدو حماه الله حيث تطلع علي برامجهم الانتخابية و قع الاختيار علي عليون بوبكر جالو بعد أن أشفعت له انجازاته العظيم في دولة المالي.
حيث حظي بوسم جرب في الميدان هو رجل أعمال وخبير اقتصادي انشأء شركتين عملاقتين وهما (واسولو أور ، بيترومالي ) هو ثالث رجل في العالم يستخرج الهيدروجين ويحوله الي الطاقة الكهربائية و تم توزيعها في المنطقة المستخرج منها ويوظف الآلاف من المواطنين الماليين، وله مشاريع إنسانية كثيرة وعديدة.
فان اختيار الخليفة الحموية لم يقتصر علي إعلان دعمه لجالو بل تجاوزه الي تمويله ماديا و معنويا وبشرية من خلال إرسال أبنائه في الوفود الحملاتية لمرشحه لتعبئة و تحسيس،في عمومي مالي كاد أن يفقد أبنائه حيث تعرض موكب لحملة عليون جالو في ضواحي نواره لهجوم أسفر عن خسائر مادية وسرقت سيارتين من نوع فا8 .
و يعتبر وقوف الخليفة الحموية ومجلس الإسلامي الأعلي في مالي في مواجهة النظام يبعث علي ان العلماء و المرجعيات أصبحت تفهم أنها ليست أداة في يدي دولة بقدر ما مهمتها هي معانقة شعوب و مواساتهم و إحساس بهم بدل تكميم أفواههم بالفتاوى، هذا الوعي بهموم الإنسان المتأتي من صوفية الذي يري الكثيرون فيها أنها طريقة جامدة تدعو الإنسان إلي الخمول و تطأطئ أصبح رأي غير مقبول وعار على من يقول به فإن هذه صوفية الحموية أظهرت لنا تجربة جديدة أن محاربة الطغيان و الفاسدين و الظالمين ليس بضرورة أن يكون بالسلاح النيران و المظاهرات تخريبية إنما بوسائل الشورى الإسلامية بثوبها العصري الديمقراطي التي لا تصح إلا بصبر و طول النفس و الحنكة التي تقتضي من الجميع المشاركة و إن اختلفت بطريقة حضرية مراهنا علي إرادة الشعب في ترسيخ الديموقراطية إثبات أن القوة للشعب التي يسعي شيخنا محمدو حماه الله من خلالها تحقيق سلم والسلام في جمهورية مالي.
هل تأخذ زعامات الدينية في غرب إفريقيا روح المبادرة في معانقة شعوبها ؟