صحفيون متحدون ... وبعد ؟

جمعة, 05/18/2018 - 09:40

فجأة دون سابق إنذار أعلن بعض الزملاء ممن يرأسون نقابات صحفية عن توقيت مؤتمر صحفي، سيعلنون فيه بداية اتحاد للصحفيين من أجل الصحافة، فهل هو اتحاد كردة فعل على تعيين أحد الدخلاء عضوا في السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية؟ أم أنه بداية فقط لطي الخلافات بين الزملاء أصحاب النقابات؟ ما هو الجديد فعلا لكي يعلن عن هذه الخطوة ؟

الناظر إلى عدد التجمعات الصحفية في البلد، والعارف بواقع الصحافة وخباياها، يدرك لا محالة أن هذه التجمعات لا تعدو كونها أظافر الرجل " لا تحك الجلد ولا تنزع الشوك" لكن الغريب فعلا هو أن رغم وجود معاناة واحدة تواجه جميع الصحفيين في الإعلام العمومي والمستقل، إلا أن هذه النقابات والتجمعات " لا تستخن على نار واحدة" وكلما ظهرت واحدة دقت عطر منشم بينها وبين الأخريات. 
الصحفي المستغل حد الاستعباد في المؤسسات الإعلامية، ينظر إلى هذه التجمعات بكثير من التشاؤم وفقدان الأمل، ولم لا ؟ طالما هذه التجمعات الصحفية تثبت يوما بعد يوم فشلها في الوقوف مع الصحفيين عندما يدخلون المحن وما أكثر محن الصحفيين في بلد لا يقدر الصحفيين. 
لكنك ستفهم سر اختباء هذا التجمع أو ذاك خلف ظل الأشجار، عند ظهور مشاكل في مؤسسة إعلامية، وستفهم سر خذلان هؤلاء للصحفيين الذين دخلوا في أزمات مع مؤسسات صحفية وخرجوا من تلك الخلافات بخفي حنين إلى الشارع حيث البطالة، ستفهم كل هذا، عندما تعرف أن رئيس هذا التجمع ليس سوى رئيس التحرير في نفس المؤسسة التي حدثت فيها المشكلة أو رئيس قطاع فيها، ومجرد حديثه عن الامر سيضر بمصالحه و من المعروف " أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" 
السر لا يكمن في هذا فقط، بل في أشياء أخرى تأتي تباعا، لماذا يؤسس هذا الصحفي تجمعا أو نقابة ؟ لأنه لم يجد منصبا في نقابة أو تجمع ما ؟ ولماذا أيضا ؟ لأنه يريد القيادة ومن خلالها الحصول على حضور الفعاليات والندوات والتمويلات والعلاقات والاستنفاع ماديا ومعنويا كالحصول على دعوة خاصة "لإفطار الرئيس للصحفيين" 
لو فكر هؤلاء حقا بحقوق الصحفيين وبالصحفيين أنفسهم حقا، لما تفرقوا ولما ذهبت ريحهم، ولو تحمل هؤلاء المسؤولية حقا، لما سكتوا وتقاعسوا، بينما يطرد هذا الصحفي من هذه المؤسسة، وترفض هذه المؤسسة دفع رواتب هؤلاء الصحفيين، دون أن تحرك النقابات والتجمعات ساكانا. 
أحقا ستتحدون ؟ أم أنكم ستتجاوزون المشاكل الشخصية فقط؟
إن الاتحاد الحقيقي للصحفيين، يكون:
أولا: 
بحل الربطة والنقابة والشبكة ومركز الهدف ونقاية الشباب و غير ذلك من التجمعات ما ظهر منها وما بطن. 
ثانيا: 
العمل على إنشاء جسم صحفي موحد، لديه معايير واضحة وصارمة للانتساب، ومن لا تتوفر فيه المعايير ولا يحمل بطاقة الانتساب لا يعتبر صحفيا. 
ومن ثم العمل على صون حقوق الصحفيين بعد تنقيتهم من خلال توقيع عقود عمل مع جميع المؤسسات ووضع حد أدنى للأجور، واحترام ساعات العمل. 
أما أن تتحدوا فيما بينكم بعيدا عنا، على أشياء نعلم بعضها ونجهل البعض الآخر، ودون أن تضعوا الصحفي في الصورة، ودون أن تضعوا تصورا لهذا الاتحاد، فإن الأمر سيبقى على ما كان عليه، قد تتجاوزون الخلافات ربما الشخصية، لكن تبقى المشاكل العامة التي نواجهها.

شهية طيبة لكم في إفطار الرئيس