الفلسطينيون يشيعون شهدائهم بعد يوم دام

أحد, 04/01/2018 - 02:18

اليوم انفو : شارك الآلاف في غزة السبت في مسيرات تشييع متظاهرين استشهدوا الجمعة في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيا وجرح أكثر من 1400 آخرين في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014.

وعلى الرغم من تصاعد الغضب منذ الجمعة، الا أن بضع مئات فقط من المتظاهرين عادوا بعد ظهر السبت إلى المواقع القريبة من الحدود مع إسرائيل لمتابعة التحرك الاحتجاجي تحت شعار “مسيرة العودة الكبرى”.

وانطلق فلسطينيون لليوم الثاني إلى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل في اطار حركة الاحتجاج التي من المقرر أن تستمر ستة اسابيع للمطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

واعلنت وزارة الصحة في غزة اصابة 15 شخصا بجروح السبت عند الحدود مع إسرائيل، الا ان اصابتهم ليست خطرة.

وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت بالجنود الذين “يحمون حدود الدولة”، مضيفا ان “اسرائيل تعمل بصرامة وبحزم من أجل حماية سيادتها وأمن مواطنيها”.

من جهته، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة بـ”الادارة الإسرائيلية اثر هذا الهجوم غير الانساني” وبـ”المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل” الجمعة.

كما انتقد أردوغان “تواطؤ الذين يسلطون انظارهم علينا ولكن لا يقولون شيئا لاسرائيل التي تهاجم متظاهرين على اراضيهم في غزة بأسلحة ثقيلة”، وذلك في اشارة الى الانتقادات التي تعرضت لها انقرة من الغرب حول عمليتها ضد المقاتلين الاكراد في عفرين بشمال سوريا.

والسبت، شهدت مختلف مدن القطاع مسيرات تشييع محدودة شارك فيها الالاف مرددين هتافات “وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين العودة العودة” ورافعين الاعلام الفلسطينية واعلام حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ان خمسة “مجاهدين” قتلوا “أثناء مشاركتهم في الفعاليات الشعبية جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم”.

ويشهد القطاع، الذي تقول الامم المتحدة انه “على شفير الانهيار”، حدادا عاما على غرار الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ اكثر من خمسين عاما.

وتشهد المنطقة تصعيدا للتوتر منذ الجمعة بعدما اطلق الجيش الاسرائيلي النار على فلسطينيين تدفّقوا إلى حاجز يخضع لحماية امنية مشددة في منطقة محاذية للحدود بين غزة واسرائيل غالبا ما تشهد مواجهات دامية.

واعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ان 16 فلسطينيا استشهدوا الجمعة وجرح 1400، فيما لم يسقط أي قتيل أو جريح من الجانب الإسرائيلي.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي انه اضطر إلى إطلاق النار على متظاهرين كانوا يرشقون جنوده بالحجارة وقنابل المولوتوف، مضيفا أن بعضهم حاول اختراق الحدود ودخول الأراضي الإسرائيلية.

واتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام القوة المفرطة فيما طرحت منظمات حقوقية تساؤلات حول استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين. وقال منظمو التظاهرة إن الفلسطينيين المصابين تعرضوا لاطلاق النار على الرغم من انهم لم يكونوا يشكلون خطرا داهما.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني دعت في وقت سابق السبت إلى “تحقيق مستقل وشفاف” حول استخدام القوات الاسرائيلية لذخائر حية في مواجهات أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيا على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا بدوره الجمعة إلى “تحقيق مستقل وشفاف”.

ورد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان السبت عبر حسابه على تويتر “لا افهم جوقة المنافقين الذين يريدون لجنة تحقيق”.

واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت يوم حداد عام محملا اسرائيل “المسؤولية الكاملة عن ارواح الشهداء”.

وكرّر الرئيس الفلسطيني التأكيد أن “سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مظاهرات شعبية سلمية، يؤكد وجوب تدخل المجتمع الدولي لتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني الأعزل”.