مكابح الأُردن لم تنجح في وجه طهران: الإيرانيون غازلوا عمّان في مؤتمر البرلمانات الإسلاميّة

أحد, 01/21/2018 - 23:53

مكابح الدولة الأردنية المتعددة المستخدمة منذ قمة اسطنبول مضافٌ إليها كل رسائل البقاء مع المحور السعودي، فشلت تماما في عرقلة تجديد إيران لعرضها المقدّم للعاصمة عمان بعدّة طرق، آخرها انطباعات الوفد البرلماني الأردني- ذو التمثيل المخفّض أصلا – العائد من ضيافة الايرانيين في مؤتمر البرلمانات الإسلامية الثالث عشر.

الوفد الاردني رغم غياب رئيسه- المفترض- المهندس عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب الاردني، وترؤس النائب خميس عطية للوفد بدلا عنه، عاد بانطباعات كبيرة وأساسية حول الرغبة الايرانية الكبيرة في التقارب مع الاردن، والتي تقابلها كل تحفظات عمان بطريقة يصرّ البعض في الشارع الاردني وعلى المستوى السياسي على اعتبارها “غير مبررة”.

غياب الطراونة تقرر اصلا في الساعات الاخيرة بينما يستعد الوفد الاردني للمغادرة الى طهران، وقيل انذاك ان العائق مرضيّ (وان حصوة في المرارة تسببت به)، رغم ان متابعة المسيسين في الاردن نظرت للامر باعتباره “استبعاد للعنصر الاكثر حماسا” للتقارب مع الايرانيين تحت شعار “ايجاد حلفاء جدد” الذي نادى به الطراونة ذاته بالتزامن مع الاعلان الامريكي للقدس عاصمة لاسرائيل.

من هنا، ظهر غياب الطراونة عن الوفد باعتباره دليلا اضافية على الرغبة الاردنية في “كبح” اي تقارب مع الايرانيين، وابقاء التواصل مع طهران في ادنى حدوده حتى وان كانت ارضيته متعلقة بالقرار الامريكي، مع الاحتفاظ بحالة غياب التمثيل الدبلوماسي الاردني وبقائه في ادنى حدوده منذ نحو عامين حين تم سحب السفير الاردني في طهران عبد الله ابو رمان.

في قضية السفير تعتبر عمان اليوم الحديث عن عودته “تابو” محظور، خصوصا وحلفاؤها اليوم معادين بصورة كبيرة لايران اكثر من اي شيء اخر، الامر الذي يجعلها تعتبر ان بقاء ابو رمان في عمان يحفظ لها الشعرة الاخيرة معهم.

ورغم الخذلان العربي، والتباينات الكبيرة في المواقف والاولويات في ملف القدس التي تحدث عنها عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني، تصر عمان في هذه المرحلة على عدم الانتقال للمحور الايراني الروسي وعدم الذهاب اليه، خصوصا وان عمان تقرأ جيدا الرسائل التحذيرية من التقارب مع الايرانيين التي ترسلها جارتها الرياض.

عودة للمؤتمر في طهران، فإن الوفد الاردني العائد أكد لـ “رأي اليوم” انه حظي بتكريم كبير من حيث الاقامة في غرف وأجنحة فندقية وايجاد حراسات وسيارات لخدمته، بالاضافة للصوت المسموع الذي منح له بين البرلمانات الأخرى المشاركة.

وتشكل الوفد من نحو 19 برلماني من غرفتي التشريع (بين نائب وعين) ترأسهم النائب عطية، بالاضافة لمشاركة محمد الظهراوي ويحيى السعود وغيرهما، وخاض العديد من النقاشات في مختلف القضايا وليس فقط القدس، كما فتح المجال امامه للمشاركة والمخالفة ضد ملاحظات وفد النظام السوري حول الحج والرعاية السعودية له.

في النقاشات النهائية لصياغة البيان الختامي، ورغم ان رئيس لجنة فلسطين النائب يحيى السعود “نسي” التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وعاد وذكرها متأخراً، الا ان الوفد الاردني فوجئ بتأكيد البيان الختامي على الوصاية الهاشمية التاريخية للأردن، ما اعتبر ايضا رسالة اضافية لعمان من طهران تؤكد على عرض الرئيس الايراني حسن روحاني على الملك عبد الله في قمة اسطنبول، حيث عرض دعم الاردن مقابل الانفتاح على الايرانيين.

الرسائل والانطباعات الاردنية العائدة من طهران بدت كلها ايجابية، رغم تتبع ايران لإعادة التموضع التي يقوم بها الاردن في محوره الاصلي: السعودي- الامريكي، وحتى الاسرائيلي، حيث العلاقات التي يبدو انها ستستأنف بعد النزول عن شجرة الازمة الدبلوماسية بتحقق ما طلبته عمان من فتح تحقيق واعتذار ودفع التعويضات.

كل هذا لا يمنع ان الاردنيين تساءلوا وبصوت اعلى هذه المرة عن اسباب الرغبة الاردنية في البقاء في محور “خذله” ولم يأخذ برأيه في مواضيع كبرى اخرها نقل السفارة، خصوصا وعمان تمر بضائقة اقتصادية كبرى تنعكس على المواطنين برفع اسعار كل السلع.

بينما الغرف المغلقة الاردنية تتداول دوما معادلة الانفتاح على ايران بانعكاسات ذلك على المشهد الحدودي مع سوريا قبل الحديث عنه وعن خدمته للقضية الفلسطينية.