صديق الشاعر الراحل الشيخ بلعمش يتذكره على طريقته الخاصة

سبت, 12/09/2017 - 12:17

وماذا عن كلِّ ما خططنا له معاً؟
ألم نخططْ أن تنامَ في بيتي يوم 31 يناير المقبل؟ لنستقل الطائرة فجرَ فاتح فبراير إلى القاهرة ومنها بالقطار إلى الإسكندرية؟

ماذا بوسعي أن أفعل وحدي يا شيخُ؟ 
كيف سأعبر الطريق إلى المطار بدونك؟ كيف سأسلم جواز سفري إلى موظفة الخطوط الجوية التركية غير مصحوب بجوازك؟ كما نفعل دائماً عندما نسافر معا..

كيف سأطلب من الموظفة أن يكون مقعدانا متجاورين؟ أين أنت يا صديقي؟

ماذا سأقول لأصدقائنا الشعراء المشاركين في النسخة الرابعة من مهرجان الاسكندرية للفنون والإبداع؟ 
أأقول تغيب الشيخ؟ هكذا ببساطة ؟
لم يستطع الحضور مثلا ؟ 
تأخر عن موعد الطائرة؟ 
أم أواجههم بالحقيقة الصادمة؟

ماذا عن برنامجنا المشحون؟ ألمن تكن ترغب في زيارة الصعيد المصري؟ وماذا عن شرم الشيخ والغردقة وبور سعيد التي كنّا سنزورها معا؟
ألم تكن راغبا في أن أكون دليلك في أم الدنيا؟ 
من سيجلس معي في قهوة الفيشاوي بخان الخليلي؟ هل تخلف وعودك يا صديقي؟
ذي ما كانت فيك

الأمر بسيط يا صديقي 
إما أن نسافر معا، وتزلزل ذلك المنبر بكل ما أوتيت من ملكوت الإبداع
وإما أن نغيب معا
لا قدرة لي على الذهاب وحيدا.. هذه المرة تحديدا لا أريد أن أسافر وحدي.

يوم فاتح فبراير، إذا كان في العمر بقية، سأصحو متأخرا ساعتين عن موعد الطائرة؛
سأحاول ألا أزعجك وأنت تغط في نومك العميق..
سأنتظرك تحت الباهية، تحديدا في قهوة موگادور
وسأطلب في انتظارك قهوتين بالحليب .. وأقرأ ما تيسر من بريد الراحلين.

وخلاص

ثم تأمل جيدا هذه الصورة.. هل تذكر ذلك المساء في دبي قبل أربع سنوات ونصف ؟! 
ما هذا السؤال الغبي؟ بالتأكيد تذكره..

آه نسيتُ أن أخبرك أن المدينة التي تحتضني هذه الأيام هي مدينة مبتسمة غالبا، ولكنها منذ يوم أمس تغالبُ دموعا تحاول أن تخبئها خلف ندف الثلج.. 
ولكن هيهات!