أميركا.. ومانويل نورييغا “السعودية وسعد الحريري” فريق 14 آذار والمعارضة السورية: أين أوجه الشبه؟

ثلاثاء, 11/14/2017 - 16:45

علي الدربولي

إن ما حصل لرئيس الوزراء اللبناني ” سعد الحريري” في المملكة العربية السعودية،( كتب عن قضيته الكثير)،أهمه (بطل عن غير قصد) كما وصف الأستاذ عبد الباري عطوان في صحيفتنا الغراء رأي اليوم). إن ما حصل أبرز أمرا مهما جدا، وهو قدرة اللبنانيين، 14 و 8 آذار بحسب ما يقسمون أنفسهم، على التعاضد الوطني في أزمة مثل هذه، والتي قدر الطرفان أنها سوف لا يمكن، وحتى الآن، أن تمر إلا بخراب نصف لبنان، إذا لم نقل معظمه. فإذا ما كان الهدف حزب الله، لماذا ينذر جميع لبنان عبر رئيسه العماد”ميشيل عون”، بحسب ما أعلنت صحيفة “عكاظ” السعودية، والتي ردت على توجه الرئيس القاضي بتطوير اعتراضه على (حجز) رئيس وزرائه في المملكة العربية السعودية. نحو تدويل قضيته، وزج أكبر عدد ممكن من مسؤولي العالم في معركة صيانة الحق اللبناني بالاستقرار، عبر استعادة رئيس وزرائه…حتى “تيار المستقبل” تمنع أن يستجيب للضغوط القوية التي تسرب منها، وببيانه، ما يكفي للحكم على أن هذا التيار يغلب وطنيته على كثير من المنافع التي كانت، ولغايات السيطرة والتحكم بالقرار السياسي اللبناني، تخصه بها المملكة السعودية . وقد تجلت الوطنية اللبنانية عبر الخطاب الهاديء لحزب الله، ودعوته للتريث وعدم التسرع الذي لن يفضي إلى الاستقرارو الأمن في لبنان، لصالح (إسرائيل) ولو أن ذلك كان في معرض الاستجابة لما تمليه السعودية على حلفائها اللبنانيين؟!

المحنة اللبنانية، تشبه الأزمة السورية منذ بداياتها من حيث:

-كون المملكة العربية  السعودية ومعظم حلفائها من الدول الخليجية لهم نفس الموقف السلبي الآن من لبنان، عبر موقفهم من حزب الله؟! الموقف الذي اتخذوه ضد “سورية”

-ليس كل الشعب في لبنان يتأثر بسياسة، أو بالأصح بالهيمنة المالية للملكة السعودية، كما هي حال بعض الشعب في سورية.

– الراعي الأميركي الأكبر يقف وراء ما يجري في المنطقة من خراب، برغم ظاهر موقفه الحريص على الاستقرار في لبنان، واستقرار سورية من خلال الحرص على محاربة الإرهاب الداعشي حتى نهايته،  ووحدة وسلامة الأرض السورية؟! من روح  البيان الرئاسي الأميركي الروسي الأخير.

*هنالك فارق وحيد وجوهري هو:

– بالنسبة للشعب اللبناني، نجد كيف أنه أثبت بشقيه، 8 و 14 آذار، أنه، عموما، على قلب رجل واحد تجاه رئيس وزرائهم (المحتجز) في المملكة السعودية بطريقة مخالفة لشرعة الأمم المتحدة واتفاقات جنيف بهذا الخصوص، بعد أن أكره على الاستقالة من منصبه كرئيس لوزراء لبنان، في سابقة، منطلقة من ثقافة الهيمنة والتعالي، لم تفعل مثلها سوى “أميركا” عندما غزت بنما في عام 1990م، وألقت القبض على حليفها “مانويل نورييغا” رئيس “بنما” (من غير أن تطلب منه الاستقالة كما طلبت السعودية من رئيس وزراء لبنان) بتهمة المخدرات والابتزاز وغسيل الأموال، وأودعته سجونها ( ربما، وكما يشاع، هناك تهم مشابهة وجهت للموقوفين في السعودية). لم يبق بعد ذلك بالنسبة للسعودية بعد اتهام “حزب الله” بالإرهاب، والتبعية لإيران، ذريعتها في كل ما يجري، سوى أن تقوم بغزو “لبنان” بعد أن اعتبرته دار حرب؟! وأسْر السيد “حسن نصر الله” زعيم الحزب، وإيداعه سجونها؟!.بينما وجدنا أمرا مختلفا بالنسبة لبعض الشعب السوري المتأثر بالفكر والمال السعودي وغيره من العرب والأجانب، بحسب- رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جبر- إذ رأيناه امتثل لتعليمات هؤلاء، وبالغ من عندياته بذلك، بعد أن التجأ إلى الخارج، وعلى نفقة أعداء سورية، وراح  يدعو إلى تخريب بلده، وأكبر دليل على ذلك كان امتثاله لأوامر وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق “أوباما” “هيلاري كلينتون” التي طلبت علنا، إلى المعارضة الا تلقي السلاح الذي أشهره في وجه جيش بلاده، إثر طلب الدولة السورية إليها ألقاء السلاح، تمهيدا للمصالحة، ومن ثم إجراء الإصلاحات السياسية التي سيتفق عليها السوريين عن طريق الحوار؟! إضافة إلى ذلك راح ذلك البعض، يدل على نقاط القوة لدى الدولة السورية،لاستهدافها من قبل أعدائها، وخاصة (إسرائيل) وكأنما هذا البعض المقيم في الخارج، كان مهاجرا إلى بلده، وليس مولودا على أرضها، وحاملا جنسيتها؟!! كل ذلك كان تعبيرا عن الولاء للآخر الأجنبي وغيره من العرب؟!

  في الخلاصة: لم يفكر جيدا، من اعتبر نفسه معارضا في سورية ، كي يضع المصلحة الوطنية فوق كل مصلحة، كما فعلت إلى حد الآن جماعة 14 آذار في لبنان بخصوص (أزمة)  رئيس وزرائه ، فتلتف المعارضة السورية حول نظامها السياسي، وتؤجل الخوض في البدائل، التي تحولت دموية إلى حد وحشي، طيلة ما يقارب سبع سنوات من الزمن؟!

*ربما لم يفت الأوان بعد، أمام عودة المعارضة السورية إلى الرشد السياسي، لاسيما بعد أن  راح يتكشف لديها يوما بعد يوم كيف أن سورية كانت مستهدفة، أو “صيدة ” يسعى كثير من الطامعين فيها إلى اصطيادها،؟! أليس أهلها أولى بها من كل هؤلاء، نعم: إذا وحدوا كلمتهم. – – هنالك سعة صدر لدى الدولة السورية، فهي الأم، فهل لدى المعارضة من الحنين ما يكفي،  للرجوع إلى حضن الوطن، ومن فوق أرضه يتحاور السوريون، ويتفقوا على حل سياسي، برعاية دولية. حل يكون مرضيا للجميع على  ثلاثة شروط: وحدة الأرض ووحدة الشعب، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية المركزية للعرب.