11من سبتمبر بنكهته الباريسية ووسامه الداعشي...... الكاتب الإعلامي / محمد ولد احمد

ثلاثاء, 11/17/2015 - 00:16

شوارع باريس كانت على موعد مع الرعب ، لا الرقابة الأمنية المشددة ولا الاستخبارات المعززة بأخر صيحات التكنولوجيا في مجال الاتصالات والتعقب نجحتا في إزاحة النقاب عن الهجمات أو التنبئ بها على الأقل قبل تنفيذها حيث مرت بسلام وفي العمق الباريسي وكأن باريس قد تحولت في رمشة عين إلى إحدى مدننا العربية المستعرة وكأن الدواعش استنسخوا فلسفة الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة بن لادن كما تدين تدان

دول أوربية عديدة سارعت إلى مراجعة أجنداتها الأمنية ورفعت حالة التأهب علها تنجو من وعيد

الدواعش الذي ارتعدت منه الفرائس الأوربية ونقل حالة الرعب والهلع المنتشرة في ووطننا العربي إلى الأعماق الأوربية التي ودعت الرعب يوم وضعت الحروب العالمية أوزارها منذ نصف قرن من الزمن وهاهي اليوم تكب بالدماء في قرطاس التاريخ و تتساءل بعد سبات عميق هل عادت الحرب العالمية من جديد إلى واجهة الأحداث وهل حقا صار يصدق علينا قول المثل الشهير "انقلب السحر على الساحر "أم أننا لم نتقن فن السلام ولم نستفد من أخطائنا السالفة والتجارب التي ألقت علينا التحايا ذات يوم وتسترسل القارة العجوز في انبهارها وحيرتها الزاحفة بضيفها الجديد الذي حط رحاله فجأة في بهوها الأخضر

ذاك يسابق الزمن لطمأنة مواطنيه وحثهم على ضرورة التماسك وضبط النفس ويتوعد بحرب لا هوادة فيها على ما اسماهم برابرة الدولة الإسلامية ويمرر رسالته المطرزة بالقلق نحو مستشارته الألمانية( المتعاطفة مع ملف النزوح وتدفق اللاجئين الذين يمثلون رأس الأفعى في القارة العجوز حسب المحللين ويطرحون اكبر إشكالية عرفتها القارة عبر تاريخها الحديث( إشكالية الاندماج في المجتمعات الأوربية ) مفادها انه لا جدوى أبدا من تدفق المهاجرين إلى أوربا ومحاولة دمجهم في الحياة

وآخر يقطع استراحته الأسبوعية في ضاحية عاصمة الضباب (لندن)ليجتمع على وجه القلق بأكبر مساعديه وحاشيته لتدارس النسخة الثانية من هجمات باريس المفزعة تداعياتها المحتملة على جارتها في الجغرافيا وشريكتها في تخريب العالم والتنكيل به ،

وأخر يعلن حالة التأهب القصوى ويجلي رعاياه ترقبا لأي هجوم قد يشن في أي نقطة ما من العالم

وقمة في تركيا على أعتاب الإخفاق

ويأتي دور المخرج الداعشي متأخرا لختم مسرحية باريس

انه مجرد إنذار وليس هجوم هكذا رسم الحبر الداعشي ملامح غزوة الجمعة التي لا تزال أصداء التحقيق فيها تتردد في مآذن الإعلام

هي تطورات إذن للسباق مع الزمن لفك شفرة رسائل باريس ذات الطابع الداعشي

وهنا يبقى الشارع الأوربي واقفا على عتبة هواجسه وتخوفاته النائمة في ثلاجة المجهول