التعليم العالي في مهب الريح --- ... محمد عاليون صمبيت

اثنين, 11/16/2015 - 23:07

لازلنا ونحن سنحتفل بعد أيام بعيدنا الوطني 55 نتخبط في سياسات تافهة تعيدنا للوراء وتعيد للواجهة الفساد والغبن المشرعين .

فعندما نتحدث عن أي تقدم لأي أمة كانت فالأمر مرهون بستوى التعليم لديها ولا يقل التعليم العالي عن الأساسي أهمية ذلك أنه ثمرة جهد جهيد كلف أصحابه مواجهة الصعاب ورفع التحدي من أجل الوصول للحظة الحسم التي يخدمو فيها بلدهم وينفعوا أنفسهم ، وجدير بأي حكومة كانت المحافظة على الطاقة المعرفية لدى الطلاب في هذه المرحلة وتنميتها لتصل مستوى الإنتاج المنتظر والمساهمة بوضع بصمات تحت مظلة الوطن وبوسائله مهما كانت متواضعة ، ولن يكون ذلك إلا بتوفير أرضية مناسبة وتذليل الصعاب ما أمكن لجمهور الطلاب ليجدوا الوقت بالدرجة الأولى لاستيعابماتلقو من دروس ومحاضرات لإستنباطها ولكي تتماشى الطاقة لديهم مع الفهم والتفهم ...

ومما يؤسف قوله بهذا الصدد أن الحكومة الموريتانية لم تراعي أي شرط يمكن من خلاله توفير أرضية مناسبة للتعليم العالي على المديين القريب والبعيد ...

فقد كان تدشين الجامعة الجديدة والتي بالفعل أصبح الطلاب يرتادونها غصبا عنهم ، كان ذلك أمرا عشوائيا مرتجلا في الأعماق بحيث لم يحظى ذلك المشروع قبل وضع حجر الأساس له بأي دراسة يمكن الإطلاع من خلال على العوائق والتحديات من طرف خبراء بالمجال ، واليوم ونحن نرى بأم العين تلك المعانات التي يعانيها الطلاب والطالبات ندرك بوضوح أننا ندفع ثمن تلك القرارات الإرتجالية. ..

فالجمهور الطلابي يقارب الأربعة عشرالف طالب يحشرون صبيحة كل يوم في عشر باصات لاتتسع لسوى ستون شخصا للواحد ، لتفقدهم زحمة المرور صوابهم وتتصدع رؤوسهم بالحرارة والبرد أحيانا ، وهم مطلقا لا يصلون في الوقت المحدد بل يسبقهم أساتذتهم ويملون الإنتظار فيذهبون ، فأين التعليم ؟

لا ماء ولا طعام ينتظرهم ، يمصون أدراسهم حتى العودة الشاقة ، فيصلون منازلهم وحالهم يكفي عن سؤالهم ، فهل يساورهم الشك في الرجوع للجحيم ؟

‫#‏وطني يحتاجني