كتيبة الأمن الرئاسي "بازب" من الداخل /علي ناصر

أحد, 10/11/2015 - 12:22

*إرهاصات النشأة  

بعد الأحداث الدامية، المؤسفة التي دارت رحاها بين موريتانيا و جارتها  السنغال، و بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة للضباط الزنوج، استشعر العقيد ولد الطايع هشاشة في أمنه الشخصي، ،سيما وهو الشاهد على انسيابية دخول كوماندوز (81) لمباني رئاسة الدولة.

كانت مهمة الأمن الرئاسي آنذاك منوطة بقطاع الدرك الوطني الذي أثبت في مرات عديدة عدم كفاءته وأهليته لها ..  أولاها حينما اقتيد المرحوم المختار من لدن عنصر واحد من الجيش ، أما الثانية و الداهية الأعظم فحدثت حينما تسور بائع مساويك حائط القصر الرئاسي مختصرا الطريق إلى مسكنه في كثبان لكصر.

شكلت هذه الحادثة سببا مباشرا لاستبدال سرايا الدرك بأخرى من الجيش أكثر أهلية وتسليحا.

كان ولد الطايع مفتونا بالنموذج العراقي لحماية قصور صدام حسين الرئاسية (الحرس الجمهوري)، فاستقدم ضابطا منه أشرف على النواة الأولى للكتيبة الوليدج “بازب”.

  *قيادة الكتيبة:

لعبت الصدفة دورا كبيرا في التعارف بين ولد الطايع والملازم أول محمد ولد عبد العزيز.

ففي بحر سنة 1983كان ولد عبد العزيز قائدا لوحدة المشاة  44 في أمبان، و قد حدث بينه اشتباك بالأيدي مع بعض مرؤوسيه من الإثنية الزنجية، ليحال من طرف قائد المنطقة إلى قيادة الأركان الوطنية… تردد الملازم أول على المكتب الأول مرارا لبحث موضوعه إلا أنه كان ضحية لبيروقراطية الإدارة هناك،. ذات صباح و بعيد رفع العلم رمق ولد الطايع ذالك الضابط المنعزل المهموم ،فقام باستدعائه و بعد تعارفه عليه و على مشكلته، دون العقيد الاسم و الرقم العسكري لذلك الملازم أول، والذي سيتم استدعائه صبيحة 12/12/1984، ليكون ظهيرا للرئيس المنقلب.

تشكلت النواة الأولى للكتيبة الوليدة من  143 عنصرا روعي في انتقائهم البعد الجهوي، فتم التركيز على المنحدرين من ولايات الشمال و خاصة آدرار و ذلك لتوسم الولاء العاطفي منهم للرئيس.

نقل هؤلاء المستجدون إلى ثكنة (بيلا)  9كلم شمال نواكشوط لتلقى التدريب القاعدي والأساسي.

كما زودتهم القيادة العراقية بأسلحة روسية خفيفة ومتوسطة مثل :سيمينوف،كلاشنيكوف،وراجمات 8-18.. و في مرحلة لاحقة تم اقتناء بطاريات مضادة للطائرات من طراز 23 مم.

وبعد استلام هذه الكتيبة لمهامها في حراسة القصر جاء الدور على انتقاء قادة للفصائل والسرايا.، فتم ابتعاث ضابط اتصال لهذه المهمة ،فجاس خلال المناطق العسكرية، باحثا عن كل أليف من الضباط لا تشي قسماته ولا خلفيته الاجتماعية بنزق.

بعد جولات مكوكية توافرت هذه الصفات في زمرة تم جلبها للكتيبة الوليدة