الافتتاحية : تعليمنا ربيع الماضي وصيف الحاضر

جمعة, 09/11/2015 - 00:31

قديما كان الأهالي يمنعون أبنائهم من التعلم في المدارس الفرنسية ،ومع ميلاد الدولة الموريتانية الحديثة تغير الوضع وتشكل هناك وعي خاصة في المدن الكبرى ،وشهدت المدارس إقبالا مكثفا وعاش التعليم آنذاك عصره الذهبي ،رغم قساوة العيش وصعوبة الظروف و انعدام أبسط مقومات الحياة ،ومع مرور الزمن تحسن الحال وتغير الوضع لكن هذا التغير وذاك التحسن كانت لهما انعكاسات سلبية على التعليم في موريتانيا ،فدخل حينها منعرجا خاصا وعاش أسوء أيامه في تلك الفترة ،ليواصل في ذلك الانحطاط دون توقف ،حيث تدنى مستويات الطاقم التدريسي ،وانتشار التعليم الخاص ،وعدم قدرة المنظومة التربوية على مواكبة المرحلة .

هذه الأمور وغيرها ولدت إحباطا لدى التلاميذ الذين يعانى أغلبهم من الفقر ،ولم يعد أمامهم سوى القطيعة مع مقاعد الدراسة والبحث عن عمل ،لم يكن أحدهم يحلم به يوما داخل الوطن أو خارجه بحثا عن لقمة العيش .

وظلت ظاهرة التسرب المدرسي في تزايد خطير خاصة في السنوات الخطيرة ،وقد فسر بعض الباحثين في هذا القطاع الانتشار إلى يأس وإحباط وقنوط يتولد لدى العديد من المتسربين ،نتيجة انتشار البطالة في صفوف حملة الشهادات ،كما أن عدم وجود أزياء موحدة يشكل عقدا لدى الكثير من التلاميذ .

وبين هذا وذاك يضيع مستقبل أجيال و أي وطن لا يمكنه التقدم إلا بالعلم.

 

بقلم :ادومو ولد غالي