الاتحاد الأوروبي ضد الناتو

اثنين, 09/13/2021 - 10:09

تحت العنوان أعلاه، نشرت "إكسبرت رو"، مقالا حول الهدف من حديث أوروبا المتنامي عن حاجتها إلى جيش موحد مستقل عن الناتو.
وجاء في المقال: حدثت أزمة أخرى في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي: عاد الأوروبيون مرة أخرى إلى فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد. هذه المرة، قام الاتحاد الأوروبي بتنشيط مسألة تشكيل قوات رد سريع خاصة به، سبق أن اتخذ قرارا لإنشائها في العام 2007. ثم فكرت دول الاتحاد الأوروبي في إنشاء مجموعات كتائب قتالية من 1500 جندي، لكنها لم تتمكن من الاتفاق على تمويلها فأهملتها.

وفي نوفمبر 2018، خلال الاحتفالات بنهاية الحرب العالمية الأولى، كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة الحاجة إلى إنشاء جيش أوروبي، خشية من سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دخل في صراع مع القادة الأوروبيين. وكان من المفترض أن يؤدي فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى إنهاء الصراع القديم. فقد أعلن بايدن أن أمريكا عادت. إنما أظهرت خطوات بادين في السياسة الخارجية أن أمريكا لم تعد فقط، بل تستعد بنشاط للعودة إلى الوطن. ففي أوائل العام 2021، بات معلوما تخطيط الولايات المتحدة لسحب قواتها من السعودية، ثم الاستسلام المخزي لطالبان. وبحلول نهاية العام 2021، ستغادر القوات الأمريكية العراق.

من خلال ملاحظة اختلاف أقوال بايدن عن الأفعال، لم يعد بوسع قادة الاتحاد الأوروبي إلا أن يفكروا: "ما العمل إذا قررت الولايات المتحدة في لحظة غير سعيدة أن الاحتفاظ بقواتها في أجزاء أخرى من العالم (و حتى في أوروبا) غير مجد؟"، الاستنتاج واضح: يجب تشكيل جيش أوروبي موحد، فالعديد من دول الاتحاد الأوروبي لديها جيوش وطنية خاصة بها. لا يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى هذه قوات مسلحة لصد أي تهديد خارجي (قلة من يؤمنون بذلك)، إنما للبقاء لاعبا مهما على المسرح العالمي والقدرة على إجراء عمليات عسكرية مشتركة ضد دول ليست قوية جدا. ومع ذلك، فإن استعراض العضلات الدولي مكلف، وحتى الولايات المتحدة ترى أنها لم تعد قادرة على تحمله. فماذا يمكن القول عن الاتحاد الأوروبي، الذي ليس فقط أفقر من الولايات المتحدة، إنما وتتنازعه العديد من التناقضات الداخلية؟

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب