استاذ جامعي يكتب: لإصلاح الأخلاق؛ يجب أن تتوقف الدولة عن الكذب

سبت, 01/23/2021 - 14:35

1-ثمة مدخَلان لإصلاح الأخلاق العامّة: الأوّل هو أنْ تتوقّف الدولة عن الكذب على المواطِنين والثاني أنْ يتوقّف المربّون عن الكذِب على رعاياهم. 2-لعلّ الكذبان من بعضِهما. وفي النهاية يُنتِجان الاستهتار وتطبيع الكذب للإسكات وللنجاة وللتحرّج. 3-ما يُخشى الآن هو أنّ هنالك نوعاً يُحرّر الوعود الكاذِبة ليس فقط للإسكات بل لتشريع الذات. وهذا أخبَث. فالكذب للإسكات يتضمّن، رغم كلّ شيء اعتناءً بمشاعِر الضحيّة. أما الكذب للتشريع فيحتقِر الضحية. 4-وعد الجمهورية مقدّس. لا يمكِن جعل الدولة عُرضة لأيمان الساسة. تُقدِّم الدولة وعودَها بعد دراسة الوضع. لا يمكِن للدولة الوعد ثمّ التراجُع بحجّة الإمكانات. الدولة هي جهاز لتحديد الإمكانات. فقط في حالة الهزيمة أو الإفلاس أو الطوارئ لا تَفي الدولة بوعودِها. وحتّى هنا فهي تعترِف وتأسَف وتحاول إعادة تحرير الوعود. 5-معظَم أزمات السياسة الراهِنة هي الوعود الكاذِبة: كذب الدولة على الشعب. كذِب الإصلاحيين على الجمهور. وكذب المثقّفين على رؤوسِهم. 6-تُحرّر في المجال العام كثيرٌ من الوعود: بعضُها باسم المصلحة وبعضها باسم الله، وبعضها باسم العقل. أغلبها لا يُحيل إلى غير رغبات مُحرّريه. 7-تماماً كالمشظوفي ولمين مانغان، كان محمد السالك ولد احجور ضحية وفضيحة دولة. رحمه الله!