سقوط رواية ترامب الانتخابية

خميس, 10/08/2020 - 09:37

رنا العفيف
فور إعلان إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفايروس كورونا، دأبت وسائل الإعلام الأمريكية التابعة للبيت الأبيض، الترويج لهذه الرواية الضخمة، وكذلك فور دخوله المشفى لمدة 72 ساعة، وخروجه من المستشفى معافى من الفايروس، على أنه البطل الذي لا يهزه شيء، وكان يتمتع بقول شهير له أثناء جائحة كورونا التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية وهي : لا تخافوا منه وأخرجوا.
لنتوقف هنا قليلا عند هذه المسرحية الطبية، التي شارك بها عدد كبير من الفريق الطبي، ولنقول بأنها لربما ذكاء سياسي منهم، وهم يتفاخرون بأنفسهم، إلا أن نشاط ترامب خلال فترة الحجر الصحي ودخوله المشفى لم يتوقف على التويتر. كيف نفسر هذه الفوضى أو المسخرة السياسية التي وقع بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما هي تداعيات هذه الرواية السياسية؟.
أولا: اعتدنا على نفاق الرئيس الأمريكي ولا نستغرب هذه الفوضى التي أصابت الخلل في عمق الداخل الأمريكي، لكسب جولات سياسية جديدة، ولا نستبعد جنون ترامب عند سقوطه بأي مرحلة سياسية.
ثانيا: قد يظن ترامب بأنه كسب المعركة الإعلامية ولكن لا يعرف ماهية ما بعد هذه الرواية الفاشلة التي من المحتمل أن تهب عاصفة جديدة بوجهه، فهو فتح باب قد لا يحمد عقباه، وهذا سيورطه بملفات كثيرة وجديدة ليست بحسبان أحد من الفريق الذي تعاون معه خاصة في ظل خضم الانتخابات المقبلة.
ثالثا: سيفتح تحقيق يجر معه ملفات ستزيد الأمور أكثر سوءا خاصة إذا كانت تحمل ملفات سرية لبايدن أو لترامب قد تحمل فضائح من نوع آخر لم نسمع بها قط.
خاصة وأننا أمام مرحلة مفصلية هامة تحمل الكثير من التناقضات والملفات الساخرة والساخنة قد تطيح بترامب وبالداخل الأمريكي بعد كشف الحقائق التي يعمل ترامب وعملائه على تزييفها، فهل سينجو ترامب من هذه الورطة التي ستربك الولايات المتحدة الأمريكية؟، وماذا عن حقيقة إصابته بالفايروس؟، وما هو سر هذه الرواية بإخراج من؟.
هذا ما سنعرفه لاحقا لأن هناك مفاجئات خصبة تستدير الشارع الأمريكي عموما والبيت الابيض خصوصا، وهذا له انعكاسات وانتكاسات صحية لربما قد تصيب ترامب هذه المرة حقيقة، ولكن بعيدا عن الجوقة الإعلامية لترى دولة الخراب والتخريب مشتعلة بشعلة عنصرية جديدة قد يصعب على بايدن وبومبيو إيقافها لتخرج عن سيطرتهم، وهذا ما يسعى إليه ترامب قبل طرده من البيت الأبيض أو خسارته على مبدأ الانتحار السياسي، وهذا ما سيشعل المنطقة ليس فقط في الداخل الأمريكي.
كاتبة سورية